كثر الحديث في الفترة الأخيرة عن ميسي, وبدأ الإعلام بتضخيم المسألة بشكل لا يطاق, ندرك جيدا ما هو حجم ميسي وكيف هو لاعب استثنائي! ولكن الوصف الذي أطلق عليه [ أسطورة ] مبكر جداً, لأن في الأساس هذا الوصف يأتي من بعد عناء ومشوار طويل وتحقيق إنجازات كبيرة ذو معنى كبطولة كأس العالم والدوري المحلي في الدوريات الكبيرة كالإيطالي والإسباني والإنكليزي وكذلك الألماني وبطولة أبطال أوروبا, هذه أهم البطولات التي ممكن يحققها لاعب ما حتى يصبح أسطورة, كما أنه يجب أن يكون له الفضل الأكبر في فوز فريقه أو منتخبه بتلك البطولات, كما هو الحال مع ماردونا وبيليه سابقا, شخصيا أتساءل كثيراً هل حان الوقت حتى يتم تسمية ميسي بهذا المسمى من قبل الإعلام ! وما فائدة هذه التسمية في هذا الوقت تحديداً ؟! وهل هناك من يتفق على هذه التسمية ؟


في البداية علينا أن نعترف بأن ميسي لاعب استثنائي وما يقدمه في الفترة الحالية شيء كبير جدا, ولكن المبالغة في المدح أمر غير محبب وكما أنه منهي عنه عند الرسول عليه الصلاة والسلام, لذلك علينا وضع النقاط على الحروف لإعطاء كل ذي حق حقه,

 يعيش ميسي حاليا في فترة مميزة جدا من تحقيق بطولات محلية مع برشلونة وله فضل في هذه الإنجازات بعدد أهدافه وقدرته الفنية في أرضية الملعب, كما أنه حقق بطولات مع المنتخب الأرجنتيني للشباب, أي ميسي يسير في الطريق الصحيح نحو هذا الوصف, ولو نظرنا لشخصية ميسي نجد بأنها مميزة جداُ وتبشر بالثبات في المستوى, لأنه لاعب متواضع جدا وكلما أتصف اللاعب بهذا الخلق كلما كان نجاحه منقطع النظير وخير دليل على ذلك تشافي هيرنانديز [ لاعب برشلونة ] الذي لا زال يواصل عطائه لغاية الآن, وأيضاً هناك خافيير زانيتي لاعب أنتر ميلان الذي يبلغ من العمر تقريبا 34 سنه ولكنه يقدم عطاء مميز جدا مع ناديه, فمن هذه النظرة عن ميسي يتضح لنا بأنه يستطيع تحقيق إنجاز كبير مستقبلا مع منتخبه الأول, خصوصا الأرجنتينيين معروف عنهم بالثبات الفني والاستقرار على أداء ما طويلا عكس البرازيليين. 

فالإعلام من حقه أن يستغل هذه الفترة للترويج عن مبيعاته, ومن الطبيعي جداً هذه الهالة الإعلامية لو اعتمدنا فقط للترويج عن مبيعاتهم, لأن ميسي لاعب مهاري ويجذب اهتمام الجماهير, ولكن الأمر تعدى عن حجمه الطبيعي بهذه التسمية الكبيرة التي لا يستحقها ميسي في هذه الفترة تحديداً وخصوصا قد تضع ضغط هائل على ميسي مما قد يتأثر كثيراً, ولديه تصريح سابق يؤكد ذلك عندما ذكر فيه انزعاجه من هذا المدح وبأنه لا يستحق ذلك خصوصا من بعد ما تمت مقارنته بماردونا مدرب المنتخب الأرجنتيني الحالي.

هناك من يتفق على هذه التسمية نظرا لـ عمر ميسي الحالي ولإنجازاته الحالية مع برشلونة, ولكن لو قارنا مستوى ميسي مع الأرجنتين ومستواه مع برشلونة سنشاهد تفوق واضح لمستواه مع برشلونة وانخفاض مع المنتخب الأرجنتيني, وهذه المقارنة تبين لنا بأن لا زال الوقت مبكرا لتسمية ميسي بهذا المسمى, لأنه مع برشلونة يقدم مستوى كبير نظرا لمستوى برشلونة بشكل عام والأجواء هنا [ في برشلونة ] رائعة وتتواجد أسماء كبيرة تساعد ميسي على تقديم مباريات مميزة من هذه الأسماء تشافي وانيستا تحديداً اللذان يسهلان عليه العمل في الملعب, عكس المنتخب لا يوجد هناك من يجعل ميسي يقدم ما يملك بحرية لأن مدرب المنتخب الأرجنتيني [ ماردونا ] يضع عاتقه على ميسي وحده مما انعكس ذلك على أداءه فانخفض بشكل ملحوظ مما جعل من الجماهير الأرجنتينية المتعصبة تتحدث عن ولاء ميسي لـ كتالونيا فقط بما أنه ترعرع فيها.

فيجب أن يطغى الهدوء على مستوى ميسي الحالي, ميسي شاب ولديه مشوار طويل حتى يصبح أسطورة خالدة في تاريخ كرة القدم, فكل شيء مهيأ لميسي حاليا في برشلونة وينتظره كذلك تحدي كبير في كأس العالم مع المنتخب الأرجنتيني فالهالة الإعلامية ستؤثر عليه شخصيا وتجعلنا نفقد بريق نجمً لا زال يسير شيئا فشيئا, فدعوا ميسي وشأنه, غدا سيتضح لنا كل شيء إما أن يكون هذا كله طفرة في مستواه فقط ومن ثم يتراجع حاله حال اورتيغا وأيمار, أو فعلا سيصبح له شأن كبير مستقبلا.