المغادرة :
في صبيحة يوم ألجمعه المصادف الرابع من أيار تواجد لاعبوا المنتخب الوطني في المطار المدني وهم يتأهبون للسفر حيث كانت عقارب الساعة تشير إلى السادسة صباحا وإذا بالعقيد عبيد عبدالله المضاييفي رئيس اللجنة الاولمبية وبرفقته أمر موقع بغداد العسكري والمقدم ناظم الطبقجلي يحضرون إلى باحة المطار لتوديع اللاعبين وهنا ألقى السيد المضاييفي كلمة تشجيعية بحق لاعبي المنتخب وهم يسجلون حدثا تاريخيا في مسيرة الكرة العراقية كونهم أول منتخب كروي عراقي سيلعب في الخارج وطالب اللاعبين بحضور جميع إفراد الوفد والمدرب والصحفي المرافق بتقديم مستوى يليق باسم العراق كونهم يمثلون منتخب العراق ويحملون اسمه وطلب منهم تقديم أقصى ما يمكن تقديمه وأجزل العطاء ولا يخفى عليهم أنهم سيلاعبون فرقا متمرسة سبقت العراق بتجربتها الكروية.. وبعد مزاح قليل مع اللاعبين غادر اللاعبون إلى الطائرة وكانت إحدى طائرات شركة اير فرانس أو فرانس المتجه بهم إلى بيروت.. وهكذا وعن طريق بيروت واصل لاعبونا مسيرهم إلى أزمير التركية حيث وصلوها الساعة الثانية من بعد الظهر وكان في استقبال الوفد مدير معارف أزمير ومعاون مدير التربية البدنية وممثل عن المجلس الإداري لمدينة أزمير حيث تم اصطحاب الفريق العراقي إلى فندق ( أنقرة هوتيل) وهو واحد من أرقى الفنادق في حينها وهو من فنادق الدرجة الأولى ...
وبعد ذلك اجرى الفريق العراقي في اليوم التالي اول وحدة تدريبية في ملعب ازمير استعدادا للمباراة حيث اعلنت الصحف المحلية عنها ونوهت باهميتها كون الفريق الضيف هو المنتخب الاول للعراق وهو يزرها للمرة الاولى وكان ذلك سببا بحضور ما يقارب ستة الاف متفرج وهو رقم كبير حينها لحضور المباراة
المبارة الاولى:
المكان : أزمير
الحدث : مباراة ودية
الفريقان : منتخب العراق- منتخب أزمير( منتخب تركيا الرديف)
الملعب: السنجق
التاريخ :الأحد 6-5-1951
الوقت : السادسة والنصف بالتوقيت المحلي لمدينة أزمير
الحضور : ما يقارب 6000 الاف متفرج اشارت بعض المصادر الى ان الحضور خمسة الاف متفرج
النتيجة: 7-0 لصالح أزمير / الشوط الأول 4-0 لصالح أزمير
مسجلي الأهداف : بيرام دنشيل (د4ود14)- عصمت يمن أوغلوا(د 25و66) – طارق جنكاي (د 35و59)- فكرت اوزيس(د63)
الحكم: قسطنطين سيسيتار- اليونان والمساعدون من تركيا واليونان واشارت مصادر اخرى انهم من تركيا والحكم فقط من اليونان
تشكيلة الفريقين:
منتخب أزمير : ( وقد يكون هذا الفريق في الحقيقة هو منتخب تركيا الرديف) وتالف من :18 لاعب منهم ثلاث لاعبين من اسطنبول ولاعب من أنقرة والباقي من الأندية المحلية في أزمير وهم كل من:
اردوگان اگين – محمد اقطيم – مصطفى اورسينوس – مجدات ياتكينر- نجدت عربك- صلاح الدين أوستن - عصمت يمن أوغلوا- إسماعيل كوشنالي – أمين الكندرلي - طارق جنكاي - بيرام دنشيل
تشكيلة منتخب العراق : 1-عادل كامل 2-توما عبد الأحد 3-جميل عباس 4-حمه بشكة 5-سعيد مراد 6-ودود خليل جمعة (كابتن) .. 7-صالح فرج 8-شاكر إسماعيل 9-ناصر يوسف 10-كريم علاوي 11-برسي لانسديل
التبديلات :
تركيا: دخل مظفر ايرگن بدلا من صلاح الدين أوستن ( الشوط الثاني) ودخول فكرت اوزيس بدلا من إسماعيل كوشنالي( الشوط الثاني)
العراق: دخول خزعل أرحيم بدلا من عادل كامل الشوط الثاني وغازي عبدالله بدلا من حمه بشكة الشوط الثاني وهنالك اختلاف بالمصادر بعدد تبديلات الفريق العراقي منها من أشار إلى ثلاث تبديلات ومنها من اشار الى تبديلين ولكن للأسف لم أتمكن من معرفة من هو ومتى كان إذا كانت هنالك بالفعل تبديلات ثلاثة وحتى المصدر الذي أشار لها لم أجدة سوى تعليقات بقلم الرصاص مدونه في احد سجلاني القديمة
راعي المباراة : متصرف مدينه أزمير التركية
تفاصيل :
الشوط الاول:
بدأت المباراة بهجوم قوي من المنتخب التركي الرديف الذي استحوذ على مجريات المباراة منذ انطلاق صافرة الحكم اليوناني قسطنطين الذي جاء بطائرة خصيصا لإدارة هذه المباراة كما أشار لها المرافق الصحفي ولم يدع الأتراك الفرصة للاعبينا بالتقاط الأنفاس ويبدوا إن رهبة الخوف من خوض المباراة الأولى لهم منح الفريق المضيف لافتتاح التسجيل عند الدقيقة الرابعة عندما استطاع اللاعب بيرم من افتتاح التسجيل للفريق التركي وما هي إلا دقائق وإذا بالفريق التركي يدك مرمى الفريق العراقي بتسجيلهم للإصابة الثانية كان ذلك في الدقيقة الرابعة عشر عن طريق نفس اللاعب المهاجم بيرم بعد ذلك حاول الفريق العراقي إن يلملم أوراقة واستطاع الوصول إلى مرمى الفريق التركي ثلاث مرات إلا أنها لم تسفر عن شيء ليعود الفريق التركي من هجمة مرتدة انتهت الكرة عند اللاعب عصمت الذي سجل الهدف الثالث لمنتخب تركيا الرديف في الدقيقة الخامسة والعشرون واختتم اللاعب طارق أهداف الفريق التركي بهذا الشوط عندما أحرز الهدف الرابع عند الدقيقة الخامسة والثلاثين وبعد ذلك أضاع الفريق التركي فرصة تسجيل هدفا خامسا لكن الكرة ارتطمت بالقائم لينتهي الشوط الأول برباعية للفريق التركي دون رد للفريق العراقي
الشوط الثاني:
حاول الفريق العراقي ترتيب صفوفه بعد إن ذهبت الرهبة من الفريق الم ضيف شيئا فشيئا وقد لاعبونا مستوى أفضل من سابقة وخير مثال على ذلك إن الفريق العراقي حصل على ركلة جزاء أضاعها أرام كرم عندما كانت عقارب الساعة تشارف الربع الأول من بداية الشوط الثاني وبدلا من ان يكون أضاعه ضربة الجزاء حافزا للفريق العراقي للعودة للمباراة ليستغل الفريق التركي أضاعه ضربة الجزاء ويشن هجمة تنتهي عند المهاجم طارق چنگاي الذي سجل الهدف الخامس للأتراك وخلال تلك الدقائق انهار الضيوف ليسجلوا في غضون عشر دقائق ثلاث أهداف بدأها كما اشرنا طارق بالهدف الخامس ليعود اللاعب البديل فكرت ويسجل الهدف السادس تبعه بعد ثلاث دقائق اللاعب عصمت ليسجل سابع أهداف المباراة ... وكما حصل مع الشوط الأول أشار المرافق الصحفي إن الفريق العراقي قد أضاع في هذا الشوط ثلاث فرص محققة كان يمكن إن تقلل من نتيجة المباراة لكن قله الخبرة لدى لاعبينا فوتت الفرصة عليهم كما يبدوا
ماذا كتبت الصحف :
ماذا كتبت الصحف التركية بعد المباراة وهو كما يراه الكاتب ضرورة تؤكد بعض الحقائق التي اختلطت عند الابعض من الكتاب والمؤرخين حيث نشرت جريدة الاناضول التركية الصادرة في ازمير تفاصيل هذا اللقاء والذي يشغل صفحة مهمة في تاريخ الكرة العراقية كما اشار لهلا الصحفي المرافق ..حيث أكدت تلك الصحيفة على ان هذا اللقاء مثل للعراقيين المشوار الأول في مسيرة منتخب العراق القومي وما يمكن ان تشكله تلك المباراة بالنسبة للعراقيين ولكن الصحيفة فد ركزت فقط على ما قدمه لاعبوا الفريق التركي وأشادت بمستواه العام وكيف استطاع لاعبوا الفريق الرديف لمنتخب تركيا من ترويض الفريق العراقي وبسط نفوذهم على المباراة وبذكر ان احد لاعبي الفريق العراقي وهو السيد كريم علاوي _ نجم الكرة البصرية كان يحتفظ بنسخه من تلك الصحيفة ( ونتمنى ان تكون ممن على صلة باسرةته ان ينشرها هنا لتعم الفائدة للموضوع
- الجزء الثاني سيكون الرحلة إلى أنقرة
المصادر:
- الصحفي المراق للوفد ( منشوراته في الصحف المحلية الصادرة انذاك)
- جريدة الإخبار البغدادية العدد3161 في 3-6-1951
- جريدة الجمهورية الرياضي
- مجلة الرشيد
- الزميل حسنين مبارك
- الأرشيف الخاص بالكاتب