في أربعينية لاعب الميناء علي الديوان @ الرحيل في منتصف الشوط الأول من مباراة الحياة
آخر
الصفحة
العراقي الأصيل أبو مريم

  • المشاركات: 3010
    نقاط التميز: 1210
عضو أساسي
العراقي الأصيل أبو مريم

عضو أساسي
المشاركات: 3010
نقاط التميز: 1210
معدل المشاركات يوميا: 0.4
الأيام منذ الإنضمام: 7422
  • 11:33 - 2006/08/05

تنويه : خصصت هذا الموضوع لمنتدى كوورة عراقية وجريدة الصباح الرياضي


في أربعينية لاعب الميناء علي الديوان

الرحيل في منتصف الشوط الأول من مباراة الحياة

               علي الديوان : لو لم أكن لاعباً لكنت حكماً

                              مدربو الميناء لهم قدرة على قراءة المباريات ومعالجة الأخطاء

                              أتمنى بعد إعتزالي أن أعمل مساعداً لأي مدرب دربني في الميناء


لم يطاوعني القلم للكتابة عن صديق لي ولكل اصدقائه من الطفولة فخبر وفاته جاء كالصاعقة عليّ مثلما تلقيت نبأ مرضه المفاجىء الذي اخذ يأكل من جسده قرابة عامين.
    رحل علي الديوان وهو في مقتبل العمر بعد مسيرة كروية كبيرة حافلة بالفرح والترح، قاد مقود سفينة الميناء في تسعينيات القرن العشرين وانقذها مع زملائه من الغرق غير مرة في بحار الكرة العراقية وحافظوا على بريق الكرة البصرية وتألقها.
الكتابة عن كرة الميناء بشكل عام وعن المرحوم علي الديوان فيها الكثير من الشجون، وفي الوقت نفسه قفزت في ذاكرتي ذكريات جميلة كثيرة عن علاقتي بصديقي علي الديوان بحكم قرابة العمر اولا وسكننا في منطقة المعقل ثانيا.
    فالعم احمد الديوان وهو احد اعلام الرياضة العراقية وليس البصرية فحسب هو والد المرحوم علي وتربط الاستاذ احمد الديوان علاقة صداقة قوية بوالدي بحكم عملهما في المنشأة العامة للموانئ العراقية فضلا عن ان والدتي قد تعلمنا على يديها الكثير في مدرسة الثغر ومدرسة الميناء المختلطة وتعلمنا على يدها الكثير ومن بينهم اولاد وبنات احمد الديوان ومن بينهم المرحوم علي. وكانت تربطني علاقة صداقة ايضا بشقيقي علي الاكبرين شهاب واكرم والاخير الذي تعرض لحادث في صغره اثر على مسيرته في ان يكون لاعبا كبيرا في الكرة البصرية فهو يمتلك مهارات كروية رائعة كانت تبدو اكثر من شقيقه المرحوم علي الا ان علي الديوان كان المتفرد الوحيد لمسيرة العائلة في الكرة البصرية.
     ذكريات الطفولة كثيرة وفي السبعينيات تحديداً كنا نلعب معاً كرة القدم بالقرب من مدرسة الميناء المختلطة في حديقة عامة بجوار بيت العم احمد الديوان في الموانئ، كما كنا نلعب الكرة ايضا ليلاً في بيت صديق لنا اسمه سامي محمد علي اذ كانت حديقة بيتهم في شارع المحطة تستوعبنا نحن اكثر من عشرة صبية نلعب كرة القدم. ومنذ تلك الايام كانت الملامح الفنية والمهارية تتلألأ عند علي الديوان.
مشوار الكرة عند علي الديوان كان هو الابرز في حياته فمنعه من مواصلة دراسته اذ رسم طريقه الرياضي منذ الصغر فأخذ منه الكثير واعطى الكثير بلا حساب ولا حدود.
     ولم يأخذ علي من الكرة سوى مرارة المرض وهذا التاريخ الكبير للاعب صاحب اخلاق عالية ومهارات فنية غاية في الروعة والجمال وخبرة طويلة في الملاعب العراقية.
    بدأ مشوار الراحل علي الديوان مع شباب نادي الميناء منتصف الثمانينيات وسرعان ما انتقل الى صفوف الخط الاول ولعب موسما بعد ذلك في النادي البحري ثم عاد الى الميناء وبقي يلعب معه حتى اعتزاله عام 2002.
     لقد اسهم علي الديوان بفاعلية عالية ومعه زميلاه اسعد عبدالرزاق وعادل ناصر في اقامة ركائز نادي الميناء ودعائمه الرصينة في تسعينيات القرن الماضي وحافظوا ومعهم زملاؤهم الذين تناوبوا في اللعب للنادي في ذلك العقد من الزمان ومنهم المرحوم نزار عبدالزهرة ومحمد عبدالحسين وعقيل عبدالمحسن وعامر عبدالوهاب وعمار حسين ونعمة جبار وعماد عودة واحسان هادي وسواهم.
    وقد تلقى علي الديوان فنون كرة القدم وخططها على يد معظم نجوم الميناء في التدريب ومنهم جميل حنون وهادي احمد ورحيم كريم وصبيح حسين وعبدالرزاق احمد وعقيل هاتو.
     ذكريات كثيرة اخرى لي مع المرحوم علي الديوان عندما كنت التقي به وبزملائه في نادي الميناء في فندق بابل ببغداد اذ كنت احضر جل مبارياتهم في بغداد في التسعينيات وكذلك في المحافظات كنا نتحاور في شتى المجالات ويبقى نادي الميناء هو الشاغل الاول في حديثنا فقد كان المرحوم علي يحدثني عن ذكرياته في النادي وكيف كان يحترم المدربين ويقول ان رؤيتهم وقراراتهم للمباريات وان اختلف من مدرب الى اخر الا انها تحمل الصواب ويحاول كل مدرب بخبرته معالجة الاخطاء دائما.
     كما كان المرحوم علي الديوان يهوى التحكيم ويقول لو لم اكن لاعبا لكنت حكما ويذكر لي انه يحكم دائما في مباريات الفرق الشعبية في البصرة.
    وعن التدريب كانت احلامه كبيرة وتطلعاته بعيون المترقب لذاك المدرب يقول انه يتمنى ان يكون بعد اعتزاله مساعدا لاي مدرب من عمالقة التدريب في البصرة او العراق حتى يثبت كفاءته لكي يتمكن من مزاولة التدريب مستقبلاً.
    لم أنسَ ابدا علي الديوان في الملعب فقد كان بحق خليفة المايسترو هادي احمد فله مميزات للعب تضاهي ابرز لاعبي المنتخب الوطني آنذاك لكن للاسف كانت عيون مدربي المنتخبات الوطنية الذين تعاقبوا على تدريب منتخبنا الوطني، بعيدة كل البعد عن لاعبي البصرة وبالاخص نجمنا المرحوم علي الديوان، واذكر احد المواسم في منتصف التسعينيات اراد علي الديوان ان يلعب لفريق الجوية لكن ما لبث ان لعب لهم فترة الاستعدادات الصيفية والسمك لا يعيش الا بالماء وعاد علي الديوان الى الميناء بنصيحة من والده احمد الديوان. وهذه الحادثة ذكرتني بتصريح نجم الجوية اكرم عمنوئيل الذي قال آذاك أن علي الدويان هو افضل لاعب وسط في العراق.
      لم أنس أيضاً هدف علي الديوان التاريخي في مرمى الكاظمية في مباراة الميناء والكاظمية في موسم 1998-1999 التي انتهت بتعادل الفريقين 3-3 فقد سجل علي الديوان وعمار حسين هدفين من أروع الاهداف في الدوري العراقي على مر التاريخ، وللأسف لم يسجل هذان الهدفان تلفزيونياً.
    أراد علي الديوان أن يكون عام 2000 هو عام الاعتزال وبعد انتهاء الموسم أجرى عملية جراحية لركبته، وفي موسم 2001-2002 يفاجأ الجميع بنزول علي الديوان الى الساحة للعب مع فريق الميناء الشاب بقيادة عقيل هاتو وبالفعل لعب أوقاتاً قليلة من بعض تلك المباريات التي كانت نهاية مشواره الكبير في المستطيل الاخضر مع الموج الازرق.
     بعد الاعتزال كان علي الديوان على موعد مع المرض والقدر اللذين انهيا طموحاته وتطلعاته في التدريب، ولم تسعف صرخات جماهير الميناء في ملعب الميناء ولافتاته في انقاذ حياة هذا اللاعب الخلوق والبارع.
    رحمك الله يا أبا حيدر فالتاريخ الذهبي الناصع سيجعل من اسمك شعلة تضيء درب كل شاب طموح يريد ان تكون مسيرته الرياضية بذات روحك العالية وتفانيك واخلاصك.

 

 

 في أربعينية لاعب الميناء علي الديوان @ الرحيل في منتصف الشوط الأول من مباراة الحياة
بداية
الصفحة