بطولة الدوري بين الحقيقة والفرض
ربما لن يروق هذا الحديث الذي ساتكلم به الان للعديدين ...ولكن من الواجب علينا ان نبصر الاجيال القادمة يحقيقة ما كان يجري خلال فترة الظلام التي مرت وستزول باذن الله ...! حفلت الفترة الماضية بالعديد من المهاترات على اصعدة عديدة ... ولكن ما يهمنا هنا هو الحديث عن الصعيد الرياضي .. واخص به البطولة الرياضية الابرز في الساحة العراقية الا وهي بطولة الدوري ...كانت بطولة دوري المؤسسات من اكثر البطولات اثارة وفي العام 1974 انطلق دوري اندية القطر لاول مرة ... وقد كانت السنوات الاولى للمسابقة حافلة بالاثارة والتباري والتنافس الشريف بين الاندية ...ولكن ما ان اطل عقد الثمانينات الاسود بوجهه حتى تغير حال هذه البطولة الجميلة ...عندما عمدت جهات معروفة الى التدخل في منافسات البطولة ...لتفرض الامر الواقع على الحركة الرياضية والبطولة العزيزة بشكل خاص ! تعالوا معنا لنتعرف على بعض من هذه المهاترات التي حدثت ولمن لم يرقه الموضوع فليتركنا عن هذه الحد !
في موسم 80-81 كان فريق نادي الشرطة في قمة مجده ... وكان الفريق قاب قوسين من الاحتفاظ باللقب الذي احرزه في الموسم السابق بفارق الاهداف عن نادي الزوراء ! في منافسات اليوم الاخير انتهت مباريات الدوري وفريقا الشرطة والطلبة يتساويان برصيد النقاط ...وعلى حسب لوائح المسابقة وكما جرى في الموسم الذي سبق يتم اللجوء الى فارق الاهداف لتحديد البطل وقد كان نادي الشرطة يتقدم بفارق الاهداف عن الطلبة ...غير ان المنافسات انتهت ولم يتم الاعلان عن الفريق الفائز ... ثم اجتمع الاتحاد العراقي لكرة القدم الذي كان يقوده ذلك الوقت السيد مؤيد البدري ...وقرر اعتبار بطل الدوري اعتمادا على عدد مرات الفوز وليس على فارق الاهداف وهكذا تم منح اللقب الى نادي الطلبة وسط دهشة الجميع !
في موسم 81-82 وبينما كانت المنافسة على اشدها بين فريقي الطلبة وصلاح الدين وباقتراب البطولة من يومها الاخير بقيت للفريقين مواجهتمها النهائية المباشرة حيث كان فريق صلاح الدين يتقدم بفارق نقطة واحدة ...وبدلا من ان تجري اخر المباريات على ملعب الشعب كما جرت العادة في كل موسم قرر اتحاد الكرة ان تجري مباراة القمة في مدينة تكريت وهكذا لعب فريق صلاح الدين المباراة على ارضه وبين جمهوره ولم يخرج باكثر من التعادل مع الطلبة والذي كان كافيا لاحرازه اللقب !
جاءت بعدها الفترة الصفراء المظلمة والتي بدات بتاسيس نادي الرشيد الذي جعل بطولة الدوري عديمة اللون والطعم والرائحة ... وذلك للفترة التي فصلت بين عامي 1985 -1990 ....!
في موسم 91-92 تقابل فريقا الجوية والزوراء في نهائي بطولة الدوري ...وقد كان لكل فريق 61 نقطة غير ان الزوراء يتفوق بفارق الاهداف ... في تلك المباراة تقدم الجويون بهدف ...وفي الشوط الثاني تمكن فريق الزوراء من تحقيق اصابة التعادل الكافية لاحراز اللقب غير ان الراية النشاز لمراقب الخط الدولي صبحي رحيم حرمت الزوراء من اللقب واهدته للفريق الجوي
بدات بعدها فترة مظلمة اخرى عندما سيطرت عصابة من عصابات النظام (وما اكثرها) على المدرسة الزورائية ومضت تسرها على هواها فقامت بابعاد النجوم الذين طالما خدموا النوارس البيضاء امثال كريم صدام وابراهيم عبد نادر ورائد خليل وغيرهم ....فلما استتب لها الامر مضت تعبث بمقدرات الدوري فحكمت ان يفوز فريقها باللقب لثلاثة مواسم متتالية وبفارق اكثر من عشر نقاط في كل موسم ...في مهزلة كبيرة لم تحدث من قبل حتى مع فريق الرشيد !
في العام 1996 وبعد ثلاث مواسم من عدم الاثارة انسحبت العصابة الى جحرها فعادت للبطولة بعض اثارتها ... غير ان موسم 97-98 شهدت تلاعبات جديدة ... في ذلك الموسم كان ناديا الجوية والشرطة يتنافسان على لقب البطولة وبدا ان الفريق الجوي اصبح الاقرب الى اللقب عندما نجح في التعادل مع الزوراء ليتقدم على الجميع وبضمنهم الشرطة الذي تخلف في ملعبه وامام جمهوره امام نادي الصليخ بنتيجة 2-1 عند الدقيقة الاخيرة للمباراة ...غير ان يدا خفية كانت وراء تغير النتيجة بعد نهاية الوقت الاصلي للمباراة لتمنح الشرطة تعادلا 2-2 غير كاف لنيل اللقب ثم تمنحه هدف من ضربة جزاءغير صحيحة حرمت الجويين من اللقب !
هذه نبذة لما كان يحدث وانا ارحب بمن يضيف شيئا على ما تقدم