النادي الأهلي يستمر بنجاح في جذب لاعبي الاسماعيلي .. ولكن من خارجه
ثاني لاعب هذا الموسم ينجح الأهلي في اقتناصه من نادي أوروبي .. ولاعب من طراز مميز
(لو سلمنا بنجاح الأهلي في جذب حسني)
النادي الأهلي تعامل باحترافية عالية جدا مع نادي انجليزي ومن قبله مع نادي فرنسي
فيما لم يستطع نادٍ آخر التعامل بنفس الكفاءة مع نفس الناديين !!
طبعا الكلام المكرر الاكلاشيه سيعاد للمرة الألف .. لأن الهواة لا يجيدون إلا نفس الكلام
والأكلاشيهات محفوظة والجمل مكررة ..
والغريب إن مرددي الكلام "اسماعيلي ب" .. "تدمير الكرة" "هتعملوا بيه إيه؟".. لم يملوا من نفس الكلام
بعد ما مل منهم الزمن .. وممكن نعتبرهم خارج إطار الزمن!
ولكن ممكن نحلل حالة انتقال أحمد فتحي إلى الأهلي ونفضفض ونتكلم
حالة أحمد بالذات فريدة جدا في تعاملها مع الفرسان الثلاثة، زي ما كانت حالة حسني. عرض أولي ومبكر (جدا) من نادي الزمالك ورفض قاطع من اللاعب (تماما كما سبق الزمالك غريمه (الأهلي) في تقديم العرض لشراء عبد ربه). ولكن على ما يبدو إن الأسبقية مش كل حاجة في فن المفاوضات، (ومش معنى إنك تاخد التفاوض بنظام "اللي يلحق" إنك تفوز بالصفقة وتضم اللاعب).
الغريب في حالات أحمد فتحي وحسني عبد ربه هو رغبتهم المخالفة لرغبة الجماهير. في أيام أزمة حسني، مثل الأزمات السابقة، نلاحظ غياب حالات الغضب والتشنج في انتقالات اللاعب إلى الزمالك، ووجودها عند ربط كلمة الأهلي بانتقال لاعب من الاسماعيلي (أو من خارجه). جمهور الاسماعيلي عنده استعداد للتفريط في اللاعب للخارج، ولكن هذا الخارج لا يكون "الأهلي". ولكن حسني وفتحي اختاروا الأهلي (!!). ليه ما اختاروش الزمالك وهم أبناء الاسماعيلية؟ فتحي رأى وتابع النعوش والبكاء والاغماءات وضرب النار في مشهد انتقال زميله في الفريق. وسمع، زي ما سمعنا، عن ارتياح لانتقال حسني للزمالك، "لكن حسه عينه يقرب من الأهلي". بس فتحي قرب ودخل الأهلي فعلا! بعيداً عن الكلام الساذج بخيانة اللاعب للجمهور أو غيره، نلاقي انضمام لاعب إلى نادي معين لا تحكمه بالضرورة نفس عاطفة الجمهور. ميل اللاعب إلى الانضمام إلى نادي بعينه والراحة النفسية في نفس النادي معيار مهم لدى اللاعبين. حسني قال إنه جرب ياخد أموال الدنيا في ستراسبورج ولكنه لم يكن سعيدا ولم يشعر بألفة في النادي، بالتالي أحب اللعب في النادي الأهلي لأنه سيشعر فيه بالراحة (بغض النظر عن تصريحاته فيما بعد). على الجانب الآخر فتحي على ما يبدو لم يشعر بالتآلف وفضل الانتقال إلى الأهلي، حتى مع عرض خيالي من نادي الزمالك. في الحالتين اللاعبين لا يبحثون عن العرض المادي الأعلى، وأحسب إن الراحة النفسية معيار أساسي. فيه لاعبين من النوعية دي: لا تقدر المال جدا، ولكن معيارها الأساسي الراحة النفسية والقدرة على اللعب في جو جيد. (على الجانب الآخر أحمد حسن قال إنه سيلعب في مصر للنادي صاحب السعر الأعلى، وهو ما يجعله أقرب للزمالك عن الأهلي). أغلب ظني إن فتحي فضل الانتقال إلى الأهلي لأنه محطة محلية أفضل من غيره للاحتراف الخارجي على نادي أعلى من شيفيلد .. أو جايز لشعوره إنه لم يمهد جيدا للاحتراف من خلال النادي السابق. (فتح الله في تصريح من حوالي سنة قال إنه يفضل الاحتراف في النادي الأهلي عن الاحتراف في المحلة، لأنه الاحتراف عن طريق "الأول" سيكون بمقابل مادي أعلى وفي فريق مستوى متقدم، عنه لو احترف عن طريق المحلة).
النقطة الثانية هنا هي قدرة الأهلي على التفاوض، بعد تشكيك البعض فيها، والأكثر منها بالنسبة لي هي قدرة الأهلي على الاعتراف بالخطأ واتخاذ اجراءات تعيده إلى القضبان. النهاردة كان فيه خبر استقالة ضياء السيد، بعد تولي فتحي مبروك مكانه، ثم التعاقد مع أحمد فتحي. يبدو إن الأهلي شعر ببعض الحرج فيما يخص التعاقدات مع اللاعبين، وشعوره زاد مع بعض الترنح في مستوى فريق الكرة، فكانت النتيجة هي التعاقد مع اللاعبين. إدارة الأهلي اعتقدت أن الفريق "ماشي كويس" وليس بحاجة إلى لاعبين جدد، ولكن اتضح من بعض المباريات خطأ التوجه، فكان التعاقد مع لاعبين آخرين، والبداية كانت بأحمد فتحي (ولاحظ عدم الانتظار إلى يناير). الجانب الثاني الناجح جدا يتمثل في جذب فتحي بعد محاولات مضنية من نادي الزمالك واستنفار لكل الجهود (رئيس النادي والاعضاء وسفرهم، واتصالات من لاعبي الفريق) ولكن لم تكلل بالنجاح. نجاح الزيارة السرية للقيعي، تثبت قدرته التفاوضية الجيدة، حتى مع الأندية الأجنبية، وده في حد ذاته أمر جيد جدا.
أما من حيث جدوى اللاعب الفنية والحديث الساذج عن وجود لاعبين في نفس مركز أحمد فتحي في الأهلي، فالرد بمنتهى البساطة يكون بالنفي، وهأقول ليه. الأهلي طوال مسيرة جوزيه يحاول جدياً بناء جبهة يمنى قوية، من ضمن الفريق القوي. تكتيك جوزيه يعتمد على تقوية تلك الجبهة جدا، مع وجود جلبرتو في اليسار وحيدا (ولم تلق تلك الجبهة الدعم الموازي). ومع وجود خط وسط قوي، كان التركيز عليها جيد. بالتالي كان الدعم في هذا المكان خصوصا بعد احتراف شوقي إلى انجلترا. أحمد فتحي لاعب جيد جدا يعطي ثقل للجبهة اليمنى ووسط الملعب ويؤمن الدفاع بشكل جيد. لاعب جوكر ونوعية مطلوبة جدا ويشتهيها الأهلي. بالتالي فهو يخدم عدة خطوط مجتمعة وليس مركز الباك اليمين فقط. النقطة الثانية الفنية تتلخص في كثرة البطولات هذا الموسم (محلية وقارية بالنسبة للنادي الأهلي، وتصفيات بالنسبة لمنتخب مصر). بالتالي هناك حاجة إلى كثرة في المركز وفي اللاعبين، من أجل موسم طويل مرهق. النقطة الأخيرة وهي أن أحمد فتحي رحب بالانضمام إلى ناد خليجي، وطالما رغبة الانتقال موجودة، الأهلي شاف إنه "الجار أولى بالشفعة"!
((فيه نقطة تغفل عن كثيرين وتتلخص في محمد عبد الله. عبد الله لما دخل الأهلي، واستمر فترة على دكة الاحتياط، أجرى معاه موقع "في الجول" حوارا، قال فيه جملة عابرة لم يتوقف عندها كثير منا. قال إنه حين وصل النادي واتمرن، فوجيء بمعاملة جافة وغريبة من اسلام الشاطر!! هو استغرب تلك المعاملة، ولكن لم يعلق عليها أكثر. تعاملات اللاعبين فيما بينهم عنصر مؤثر على تألقهم في الملعب، وفتحي يلعب في نفس مركز الشاطر، ولو أضفنا انخفاض مستوى الشاطر الحالي، وأداء فتحي الهجومي، ممكن نستشرف طبيعة العلاقة بين الثنائي. رحيل محمد عبد الله نفسه ليس مهما بالنسبة لي، لأنه لاعب غير منضبط تكتيكيا في الملعب، عكس فتحي، كما أنه كثير المراوغة. والاحتفاظ بالكرة على ما يبدو عدو جوزيه الأول)).
أحمد فتحي لاعب آخر يأتي للأهلي لزيادة قوة الناحية اليمنى، مع إضافة قوية إلى خطوط الأهلي الخلفية. وبالنسبة لتصريح والده كونه أهلاوي أو وجوده السابق في ناشئي الأهلي فدي قصة تانية. ولكن لاعبي اليمين الموجودين بالفعل جيدين جدا، وهنا ممكن نستشرف مشكلة أخرى عانى منها الأهلي في السابق بوجود أكثر من لاعب "نجم" في مركزه.
ملحوظة غريبة جدا
بعد الهزيمة الثلاثية في استاد القاهرة الموسم الماضي، ازداد الغضب على لاعبي الاسماعيلي، ومنهم أحمد فتحي، من جانب جمهور الأهلي. وكان فيه سبب مباشر لحالة الغضب من كرة مشتركة مع أحمد السيد في منطقة الجزاء، أرقدت الأخير شهرا كاملا بكسر في عظمة أسفل العين (على ما أذكر). حتى أنا فاكر تعليق أهلاوي على احتراف فتحي إلى شيفيلد في منتصف الموسم لما قال: "نتمنى التوفيق لفتحي في شيفيلد، ويعلمهم فنون الكرة في انجلترا، وليس فنون التايكوندو". ولكن جمهور الأهلي حاليا وبعد سنة تقريبا فرحان جدا ومسرور بانتقال فتحي (أو بعضه على الأقل، لأنه صعب الحكم باجماع حب جمهور الأهلي على لاعب معين). النادي الأهلي يشتري لاعبين مروا بطريق الاسماعيلية، مع وجود حالة الغضب الشديد من جمهور النادي للنادي الاسماعيلي، ولكن الغضب يتحول إلى حب للاعب بمجرد مجيئه. بصراحة شعور غريب. تكره لاعب في فريق معين، ولما ييجي فريقك، تحبه. (مثال: كره لتييري هنري من بعض مشجعي المانشستر في مصر، ولكنهم أحبوه، لأنهم يشجعون برشلونة).
هي الدنيا كدة:
اللي تكرهه النهاردة ... ممكن جدا تحبه بكرة
نصيحة أخوية .. خللي عواطفك نسبية
http://alfirjany.blogspot.com