سقوط نسخة 2000
المشاركة المشرفة في كأس العالم 1998 رفعت سقف الانتظارات
الأسود و "الكان”… خيبات وأمل 3
تمهيدا لاستضافة بلادنا لكأس إفريقيا 2025، نهاية العام، والتي تشكل فرصة ذهبية لنيل المنتخب المغربي للقبه القاري الثاني، بعد لقب 1976، نقدم هذه السلسلة من الحلقات، والتي تعيد عقارب الساعة للوراء، لنعيش أكبر النكسات في تاريخ كأس إفريقيا. من نسخة 1988 التي نظمت بالمغرب، إلى غاية نكسة كوت ديفوار 2023، مرورا بخيبة نسخة مصر 2006، فإن كل هذه البطولات دخلها الأسود مرشحين، بعد أداء باهر في كأس العالم أو في نسخ سابقة من "الكان”، لكنهم خرجوا صاغرين من الدور الأول، وأجلوا فرحة أمة بلقب قاري ثاني.
عبد الإله المتقي
ترك المنتخب الوطني انبطاعا جيدا في كأس العالم 1998 بفرنسا، رغم مغادرته من الدور الأول، إذ فاز على المنتخب الأسكتلندي بثلاثة أهداف لصفر، وتعادل أمام النرويج بهدفين لمثلهما، فيما خسر أمام البرازيل بثلاثة أهداف لصفر، وانتظر الجميع "انتقاما” مغربيا في كأس إفريقيا 2000، رغم قوة المنافسين، وتنظيمها في بلدين مرشحين لنيل اللقب، وهما غانا ونيجيريا، واللذين ضما أفضل اللاعبين الأفارقة، والذان كانوا يمارسون في أكبر الأندية الأوربية.
اعتبرت هذه النسخة أيضا، من أفضل النسخ في كأس إفريقيا، بمشاركة منتخبات قوية، وبتسجيل عدد مهم من الأهداف.
ضمت تشكيلة المنتخب الوطني في تلك الدورة، لاعبين مثل عبد الجليل كماتشو هداف النادي المكناسي والنادي الإفريقي التونسي، وحارس الجيش الملكي التاريخي عبد القادر البرازي، وصلاح الدين بصير، أسطورة الرجاء الرياضي وديبورتيفو لاكورونيا الإسباني، وعبد الإله صابر الودادي السابق والمحترف في سبورتينغ البرتغالي، ثم يوسف روسي لاعب رين الفرنسي، والطاهر لخلج نجم بنفيكا البرتغالي، وزميله أسطورة الوداد والدفاع المغربي نور الدين النيبت، دون نسيان سماحي التريكي لاعب لوسان سبورت السويسري، وعلي الخطابي، الذي كان محترفا في هيرنفين الهولندي، وورشيد العزوزي المحترف في غروثير فورث الألماني.
كان ينتظر المغاربة وصولا على الأقل للنهائي، بفضل هذه التشكيلة القوية، والتي قدمت عرضا رائعا في كأس العالم بفرنسا، رغم أن قرعة الدور الأول وضعت الأسود في مواجهات قوية، أمام منتخب تونس الذي كان مرشحا لنيل اللقب، والكونغو برازافيل والمنتخب النيجيري، مستضيف الدورة.
وضع المنتخب الوطني في هذه الدورة، ضمن المرشحين لنيل اللقب، خاصة بعدما استهل مساره في البطولة، بفوز على الكونغو برازافيل بهدف لصفر، سجله صلاح الدين بصير، فيما انتهت قمة نيجيريا وتونس بفوز نيجيري بأربعة أهداف لاثنين.
ودخل المنتخب الوطني مباراته الثانية، بثقة أكبر أمام تونس، الذي كان يضم بدوره لاعبين ممارسين بأوربا، إذ كان على الأسود تفادي الهزيمة على الأقل، وهذا ما تحقق، بعدما انتهت المواجهة متعادلة دون أهداف، أضاع خلالها المنتخب الوطني فرصا عديدة لاقتناص الفوز، الذي كان سيؤهله للدور الثاني.
بعد جمعه أربع نقاط في المباراتين الأوليين أمام الكونغو برازافيل وتونس، انتظر المغاربة المباراة الثالثة بفارغ الصبر، من أجل ضمان الوصول لربع النهاية رسميا، رغم صعوبتها أمام منتخب نيجيريا، الذي كان مرشحا أولا للفوز باللقب القاري، والذي ضمن الوصول للدور الثاني.
سقوط مدو
لم تسر المباراة الثالثة كما تمنى المغاربة، وسقط المنتخب سقوطا مدويا، بخسارة غير منتظرة بهدفين لصفر، ليخرج مطأطأ الرأس من الدور الأول.
سجل هدفا المنتخب النيجيري في تلك المواجهة، جورج فينيدي وجوليوس أغاهو، إذ منحا بطاقة التأهل الثانية لمنتخب تونس، الذي فاز كما كان متوقعا على الكونغو برازافيل، بهدف لصفر، فيما أنهى الأسود الدور الأول في الرتبة الثالثة.