|| المايسترو دوكلص عزيز يستعيد شريط ذكرياته الكروية في حوار رياضي ||
آخر
الصفحة
MAITHAM ALI

  • المشاركات: 180846
    نقاط التميز: 40913
مشرف سابق
MAITHAM ALI

مشرف سابق
المشاركات: 180846
نقاط التميز: 40913
معدل المشاركات يوميا: 38
الأيام منذ الإنضمام: 4756
  • 11:38 - 2015/11/24
داني ماكلنن أنصفني وأتمنى أن أدفن ببغداد
خدمت العراق ربع قرن مدربا ولاعبا لكن لم يسأل عني أحد 
 
 

لا يمكن لإي متحدث عن تأريخ الكرة العراقية أن يغفل أحد أهم ركائز المنتخب العراقي في فترة سبعينيات القرن الماضي، لا بل إنه يعد في نظر البعض كأفضل من حمل شارة كابتن منتخب العراق، وجنرال خط الوسط لإمكاناته الفذة وتميزه في قيادة اللاعبين داخل المستطيل الأخضر والتحكم بإسلوب ورتم المباراة، ناهيك عن اللعب بأكثر من مركز.
مهاراته الكبيرة وإمكاناته قادته لإن يكون رقما فريدا في قلوب محبيه وجماهيره وأطلقوا عليه عشرات الالقاب كالمايسترو والجنرال وصمام الأمان , لدرجة قال عنه الإسكتنلدي داني ماكلن عندما اعتزل اللعب الدولي (ان العراق بحاجة لإلف لاعب من طراز دوكلص عزيز).
دوكلص عزيز حل ضيفا على (الملاعب) وإستعاد شريط ذكرياته الكروية، ماهي تطلعاته؟ وماهي أبرز إنجازاته؟ وكيف ينظر لواقع الرياضة العراقية؟ وأسئلة أخرى بين الماضي والحاضر عن محطات نجم كروي برز بشكل لافت لاعبا وتألق مدربا في الساحه العراقية قبل أن يترك العراق مجبرا صوب بلاد الأراضي المنخفضة (هولندا).
فعلى الرغم من عمله كمدير فني ومشرف عام على فرق النادي العراقي في هولندا، لكن ذلك لم يكن كافيا لكي يشعر ضيفنا في هذا الحوار بإن بلده لا زال يستذكره ويعتز بطاقته وموهبته.
أسئلة كثيرة لم يبخل الكابتن أبو ستيلا في الإجابة عليها في حوار إستمر قرابة الساعتين ونصف الساعة ضيفنا من خلالها في غرفته بملعب تدريبات ناديه العراقي الذي يدربه في هولندا ، فقلبنا معه صفحات الماضي وذكريات الزمن الكروي الجميل، وسجلنا لكم هذه السطور الممتعة مع جنرال خط الوسط العراقي في السبعينيات الكابتن دوكلص عزيز:
* بلا مقدمات، الحزن والغصة في قلبك برغم يسر الحياة هنا في هولندا ، مالسبب في ذلك؟
- عندما تفني حياتك من أجل وطنك وتبدأ لاعبا وتحقق ما عجزت عن تحقيقه أجيال عديدة في ناديك ومنتخب بلادك، ثم تتجه للتدريب وتنجز لحظات جميلة يصفق لها الجماهير، أظن يكون من أبسط حقوقك أن يكون لك مكان في الهرم الإداري الرياضي تخدم فيه بلدك وتسخر عصارة السنين من أجل اللعبة، لكن الذي يحصل وجود إناس ليس لهم علاقة بالرياضة همشوا الرواد وأصحاب الإنجازات لدرجة أصبحت أنا الذي يمكن القول عني إبن اللعبة لكنني أجهل أسماء كثيرة في الجمعية العمومية لإتحاد كرة القدم .. تنهد ثم قال : كل ذلك ولا تريدني أن أشعر بالغصة والحزن والألم .
* لكنك هنا أيضا تمارس العمل مع معشوقتك ولديك فريق محترم في هولندا ؟
- لا أنكر ذلك ، فأنا استمتع بالعمل مع هذه المجموعة من الشباب العراقي المغترب بمعية زميلي الكابتن هادي جابر، والفرحة تكون أكبر عندما نحقق نجاحات تجعل أولادي اللاعبين يرقصون بعد المباراة ملوحين بعلم العراق الغالي في ساحات الملاعب الهولندية، لكن أيضا للوطن محبة لا تضاهيها كل الانجازات الخارجية .
* ولماذا أنت بعيد عن ناديك الأم ؟
- لست وحدي من أبعدوه أو همشوه في نادي الشرطة، فهناك عشرات النجوم الذين أصبحوا خارج أسوار النادي، بفضل ما يسمى بديمقراطية الزمن الجديد، وكي لا يفهمني البعض بصورة خاطئة، فأنا لست ضد الديمقراطية إنما، ضد مبدأ وجود أشخاص ليس لهم علاقة بالرياضة .
* كيف ترى ما يحدث من صراعات وتجاذبات في الوسط الكروي وإتحاد كرة القدم تحديدا ؟
- قد تزعل الجماهير مني لكن أقولها بأعلى صوتي، الرياضة في بلدي ليست بحال جيد وكل شخص يعمل من أجل مجموعة والإنتخابات لن تفرز شيئا مفيدا للكرة العراقية بسبب تهميش رواد الكرة وابتعادهم عن الهيئة العامة، فعلى الاقل اتمنى وجود الرياضيين القدامى بمعدل لا يقل عن نصف الهيئة العامة .
* رأيك بلجنة المنتخبات الإستشارية ؟
- ضحك ثم قال ، مع جل إحترامي للإسماء العملاقة التي وجدت في هذه اللجنة , لكنها مسمى شكلي وأشك إن هناك من يأخذ بعين الإعتبار للمقترحات التي يقدمونها، فمن بديهيات عمل هكذا لجان هو التأسيس لمشروع مستقبلي طويل الامد، لكننا نسمع بهذه اللجان قبل وجود أي إستحقاق خارجي بمدة لا تزيد على الشهر الواحد ثم تختفي، وبالتالي من المستحيلات في عالم كرة القدم أن تقدم تلك اللجان شيئا يخدم كرة البلد في ظل هذه الفترة القصيرة .
* هل هناك مواهب عراقية في الدوريات الأوربية ، تستحق ارتداء فانيلة منتخباتنا الوطنية ؟
- المغتربون طاقات واعدة لكنها لا تجد من يحتضنها ، لإسباب باتت معلومة للجميع، فكما يحصل التهميش مع الرواد والنجوم القدامى لتمشية مصالح مجاميعهم، فهناك من يعمل على تهميش بعض المواهب لإغراض أرى إنها لن تخدم العراق بقدر ما تخدم مصالح شخصية، وبعيدا عن الأسماء فقد شاهدت أكثر من موهبة في أوربا وأمريكا تتفوق بالشيء الكثير على بعض العناصر الموجودة في منتخباتنا ودورينا، وسأبقى أأمل أن يأخذوا فرصتهم الحقيقية الكاملة، وعلينا أن نجعلهم يشعرون بقيمتهم لدى وطنهم .

بداياته الكروية

* لنبتعد عن واقعنا الكروي الحالي ونتحدث عن دوكلص عزيز اللاعب ، كيف كانت بدايتك ؟
- بدايتي كانت مع نادي الحبانية حيث كنت مولعا بكرة القدم حد الجنون وكنت أقلد النجوم الكبار وأساتذتي ( عمو بابا ، يورا ) ثم مثلت منتخب الرمادي في بطولة الجمهوريات، لكن سرعان ما انتقلت مع عائلتي الى العاصمة بغداد عام 1958 .
* ومتى بدأت اللعب بفانيلة الشرطة ؟
- وقتها كان يسمى (الآليات)، حيث ذهبت برفقة إبن عمي كلبرت سامي الى تدريبات اليات الشرطة وتم قبولي بعدما خضعت لاختبارات مكثفة، وكنت وقتها في غاية الفرح والسرور .
* لكن الأقاويل تتحدث عن انك لاعب بارع في الكرة الطائرة والسلة وبعيد عن كرة القدم ببداياتك، ما ردك؟
- كنت أمارس كرة السلة والكرة الطائرة في النادي الأثوري في فترة انتقالي من الحبانية الى بغداد، وكنت متميزا بكلا اللعبتين ، لكن قلبي كان ينجرف بلا شعور نحو كرة القدم .
* هل تتذكر متى كانت أول مباراة لك مع اليات الشرطة ؟
- وهل لي أنسى ذلك اليوم الجميل ، حيث كان في عام 1964 وكانت المباراة ضد فريق المصلحة .

هو والمنتخبات الوطنية

* وماذا عن منتخب الوطن وكيف إستدعيت له ، وكم سنة مثلته ؟
- إستدعيت للمنتخب الوطني أول مرة بعد ثلاث سنوات من إرتدائي لفانيلة اليات الشرطة، ففي سنة 1967 مثلت المنتخب الوطني الرديف في بطولة كأس المعارض الدولية بليبيا وحصلنا فيها على كأس البطولة ، ثم سافرت مع الفريق الوطني الأول الى الاتحاد السوفيتي ( سابقا ) برفقة المدرب الراحل عادل بشير ، وكانت أول مباراة رسمية لي أمام نادي موسكو وخسرنا 7-1 ، وبقيت مرتديا فانيلة منتخب الوطن في 14 عاما متتالية، وخضت 74 مباراة دولية.
* لكنك كنت مزاجيا، وكنت في كل سنة تصرح بإنها الأخيرة وستعتزل لكنك لا تعتزل، ما ردك ؟
- لست مزاجيا لكن ، حب الوطن كان سببا في تأجيل إعتزالي لعب كرة القدم في أكثر من مناسبة بسبب حاجة المنتخبين الوطني والعسكري لخدماتي، وضغط الإعلام الرياضي بعدما اعتزلت في اكثر من مناسبة.
* ومتى اعتزلت اللعب الدولي بصورة نهائية ؟
- عام 77 شاركت ببطولة كأس العالم العسكري بدمشق التي حققنا لقبها وهي آخر بطولة رسمية لي حيث تفوقنا على الكويت في المباراة النهائية وكان يدربنا وقتها الألماني راشلت، بعدها بشهور وتحديدا مطلع عام 1978 إعتزلت اللعب الدولي في بغداد.
* اخر مباراة محلية كلاعب ، وعلى الصعيد الدولي هل تتذكر أخر مرة ارتديت فيها فانيلة الوطني؟
- على الصعيد المحلي كانت اخر مباراة لي مع الشرطة موسم 78/79، أما دوليا فقد لعبنا أمام كوريا الشمالية وديا ببغداد وبعدها لم أرتد فانيلة منتخب الوطن.

ذكريات الدوري

* أحرزتم لقب دوري 68/69، لكن الإتحاد جردتكم من اللقب مالسبب؟
- كانت لدينا مباراة واحدة تحسم اللقب أمام النجدة، وفزنا وقتها بخماسية لهدف واحتفلنا حتى الصباح باللقب، لكن اتحاد الكرة اجتمع وقتها في اليوم التالي واعتبرنا متفقين مع النجدة على الفوز بهذه النتيجة الكبيرة كوننا من نفس الوزارة، وتم منح اللقب لنادي المصلحة وهذا أمر لم يحدث إطلاقا .

هدف محلي تأريخي

* كثر الحديث عن هدفك التأريخي امام الميناء ومعاقبة حكم اللقاء والهالة الإعلامية الكبيرة لاستاذنا البدري بعد اللقاء ، ما حكاية ذلك؟
- فعلا كان هدفا خرافيا لا يصدق، كنا في تلك المباراة قد فعلنا كل شيء الا تسجيل هدف، ومنحنا الحكم الراحل صبحي أديب ضربة حرة غير مباشرة سدتتها بطريقة صاروخية إرتطمت بعارضة المرمى وسكنت الشباك ، إلا ان الخبير مؤيد البدري أعلن في برنامجه التلفزيوني الخاص بمسابقة الدوري أن الهدف خطأ والحكم كان قد منح ضربة حرة غير مباشرة وحارس الميناء لم يمسك الكرة ، فتم معاقبة الراحل صبحي أديب بالإيقاف ، وشخصيا لا زلت أعتبره هدفا غاليا على قلبي وصدق لم أكن متقصدا احراز هدف بطريقة خاطئة، لكنني بسبب ضياع الفرص سددت الكرة بشكل جنوني ، وهو ما أجبرني على الرقص مع الجماهير بعد المباراة ، حيث حملوني على الأكتاف في مشهد ذرفت فيه الدموع كثيرا .

هــو والتدريب

* مسيرتك التدريبية متى ابتدأت ؟
- كثيرون شككوا بقدراتي التدريبية ، خصوصا اني بدأت العمل مدربا بعد شهور من اعتزالي اللعب، لكن بصورة منتظمة حيث تم ارسالي من نادي الشرطة للدخول بدورة تدريبية في الكويت كان البرازيلي كارلس البرتو محاضرا فيها ، بعدها تسلمت تدريب الشرطة وحققت لقب الدوري في أول موسم كروي لي كمدرب.
* وما الاندية التي دربتها بعد ذلك؟
- عملت فترة بصفة مساعد مدرب في الشرطة ومدربا لشباب الشرطة وحققت لقب الدوري ايضا ، ثم انتقلت لتدريب صلاح الدين والخطوط .
* وماذا عن مسيرتك الإحترافية كمدرب ؟
- في الأردن دربت الرمثا موسما واحدا ، وحققت معه المركز الثاني ببطولة الدوري في عام 1996، وهو إنجاز بالنسبة لي كون فريق الرمثا ليس من فرق النخبة والمقدمة في المملكة الأردنية الهاشمية .
* وهل نلت فرصة تدريبية مع منتخب الوطن ؟
- نعم عملت فترة قصيرة مع الراحل عمو بابا في المنتخب الأولمبي، ومع الانكليزي وليم، وفي كلا التجربتين حققنا نتائج مرضية لتطلعات الشارع الرياضي وقتها.

إستراحه رياضية

* موقف طريف مر بك؟
- مواقف كثيرة تمر في حياة الرياضين لكنني أتذكر في موسم 78/79، كانت لدينا مباراة ضد فريق التجارة، ووقتها كان قد استنفذ الفريق كل تبديلاته وتم طرد حارس مرمانا رعد حمودي، فقد أكلمت المباراة حارسا للمرمى ولم تدخل كرة في شباكي وخرجنا فائزين .
* أجمل ما قيل عنك ؟
- أتذكر بفخر ما قاله الإسكتلندي داني ماكلن حينما قال ان العراق بحاجة لإلف لاعب بمستوى دوكلص عزيز ، لإنها شهادة من مدرب عالمي كبير وبقيت عالقة في ذهني .
* أحب اللالقاب الى نفسك كرويا ؟
- لقب المايسترو والجنرال وصمام الامان لإنني لعبت فترة بقلب الدفاع .
* أهداف دولية عالقة في ذهنك ؟
- هدفي التأريخي في اخر دقيقة من زمن مباراتنا أمام المنتخب الفرنسي العسكري ضمن تصفيات بطولة العالم العسكرية التي جرت في بغداد عام 1973، وكذلك لا يمكن أن أنسى هدفي الذي أحرزته في مرمى نادي الميناء ضمن دوري عام 78/1979 في ملعب الشعب .
* ومن هم ابرز المدربين الذين أشرفوا على تدريبك ؟
- عملت مع مدربين كثار وكبار فقد دربني في الشرطة محمد نجيب كابان ومنذر الواعظ ويونس حسين وعبد القادر زينل، أما مع المنتخب الوطني فقد دربني جليل شهاب وعادل بشير وعبد الإله محمد حسن واليوغسلافي كوكيزا والسوفيتي يوري والهنغاري يولا وواثق ناجي وثامر محسن وعبد القادر زينل والاسكتلندي داني ماكلنن واليوغسلافي كاكا وعمو بابا والألماني رايشلت .
* سأترك الكلمة الأخيرة لك ، ماذا تود القول فيها ؟
- لا أظن ان في العراق مكانا لدوكلص عزيز ورفاقه في العمل الإداري الرياضي، لكنني أتمنى أن أدفن في العراق ، وأدعو الرب ان يوفق العراق ويحفظ شعبه من كل مكروه، فيوميا أصلي عشرات المرات من أجل شعب العراق بلدي الغالي، أما عن من يسألون عن عودتي فلم يتبق بالعمر شيء يستحق أن نذل أنفسنا لضعاف النفوس الطارئين على الرياضة العراقية، لكنني موجود في بغداد بقلبي وروحي ودعواتي وصلاتي من أجل توفيق جميع منتخباتنا الوطنية ، وأتمنى من الإعلام الرياضي أن يشخص السلبيات فكفى صمتا عما يجري لإن الاجيال القادمة تستحق منا العمل والبناء من أجل رياضة حقيقية وسليمة تليق ببلد الحضارة والتأريخ والإنجازات .

دوكلص عزيز في سطور

- مواليد 1942 في مدينة الحبانية
- أول مباراة محلية له مع الشرطة عام 1964 ضد المصلحه .
- أول مباراة له مع رديف الوطني عام 1967 أمام ليبيا بكأس المعارض .
- أول مباراة دولية مع المنتخب الوطني ضد موسكو عام 1967
- هدفه بمرمى فرنسا ببطولة كأس العالم العسكرية 1973 أجمل أهدافه الدولية
- هدفه في مرمى سمير نوري من ركلة حرة أمام الميناء أجمل أهدافه المحلية .
- ساهم بفوز فريق آليات الشرطة ببطولة الدوري خمسة مواسم بنظام دوري المؤسسات .
- أحرز المركز الثاني بترتيب الهدافين موسم 71- 72
- إعتزل اللعب الدولي أول مرة عام 78 لكنه عاد بضغوطات اعلامية وجماهيرية .
- بتاريخ 27 شباط 1978 كانت اخر مباراة دولية له أمام منتخب كوريا الشمالية في ملعب الشعب الدولي .
- تميز دوكلص عزيز بتسديداته الصاروخية للضربات الحرة .
- مقيم في هولندا منذ أكثر من ١٨ عاما برفقته عائلته.

 || المايسترو دوكلص عزيز يستعيد شريط ذكرياته الكروية في حوار رياضي ||
بداية
الصفحة