لطالما تغنى عشاق ريال مدريد الإسباني بـ تتويج ناديهم بـ لقب " نادي القرن " وحُقّ لهم . فـ هكذا لقب "وبغض النظر عن الأحقيّة من عدمها" لهو كفيل بدغدغة مشاعر الملايين من محبيه . وهذا ربما مايفسر إستمرار التطبيل لـ إنجازاتٍ أصبحت في حكم الماضي وسط تراجع في الكرة التي يقدمها الفريق . فـ نسوا أو تناسوا أن ثمة مستقبل لايرى إلا بعين الإنجازات الجديدة . حتى غدا أولئك المحبون ربما غير مدركين لتلك السياسة الخطرة التي ينتهجها محبوبهم اليوم . فالفلسفة القائمة على "الإنجازات الآنيـّة دونما النظر إلى المستقبل البعيد" لهي كفيلة بـ نسف إنجازات ظلت تتعاقب على بنائها أجيال وأجيال . فالمتابع لسياسة الريال في السنوات الأخيرة يلحظ أن ريال مدريد أصبح جل همه تكديس " لاعبي شهرة " ولا أقول " لاعبون مشهورون "  فـ البون شاسع مابين المصطلحين . وأصبح يعتمد على مخرجات أندية أخرى . ويبادر لـ قطف ثمار ٍظلت تلك الأندية تعكفـ على زرعها لـ سنين . وربما لاظير في ذلك طالما كان في نطاق القانون والمصلحة . ولكن أن تتجاوز إدارة الريال تلك الحدود . فـ هنا نقطة نظام . ومالحاصل الآن من مسرحية مطاردة الريال لـ كريستيانو رونالدو لهو كفيل بكشف سياسة إدارة ريال مدريد " الطفيلية " . فبرغم إرتباط اللاعب بعقد " ملزم " مع فريقه الحالي إلا أن تدخلاتِ الريال بمناسبة أو بدون تشعرك بـ الغرابة . فبرغم تحذيرات مسؤولي مانشستر لإدارة الريال من المفاوضات الغير قانوينة مع اللاعب إلا أن إدارة الريال لازالت تواصل خطب ود رونالدو بـ " توسلاتها له " حيناً . وبملايينها التي أغرت كثيرين قبله " في أحيان أخرى " . حقيقة لا أعلم لِمَ تتفنن إدارة الريال في تشويه سمعة فريقها بـ غطرستها وتدخلها الغير منطقي .
   حقيقة إن المتابع لتاريخ الريال سيشعر بأن هيبة الريال وحتى حقبة التسعينات لم تعد كما كما كانت . فمنذ سنوات وإدارات الريال المتعاقبة ترى ريال مدريد بعين مادية بحتة . دونما النظر لـ الكرة التي يقدمها الريال . فبمجرد بزوغ نجم جديد في عالم الكرة سرعان مانرى الريال أول من يطرق باب نادي ذلك النجم . وحتى لو لم يكن لجلبه من هدف فني . ولكن لمجرد أنه نجم ويحقق مدخولاتٍ مالية وإعلانية . لهو سبب كفيل بـ نظر إدارة الريال لـ تتعاقد معه . ليبقى التساؤل : أين هي مدرسة ريال مدريد عن صنع أجيال جديدة ؟!!.
   كان السير أليكس فيرغسون في بداياته مع مانشستر وقبل أي مباراة يـ صرخ في وجوه لاعبيه أن يتخيلوا أن الفريق المقابل لهم هو ريال مدريد . حتى يعطيهم جرعة نفسية قوية . لما كان يتمتع به الريال في ذلك الوقت من هيبة . وتكرر الأمر لمدة . حتى شائت الأقدار أن يواجه ريال مدريد الحقيقي . وينتصر ماشنشسر . هذا قبل مايقارب العقد من الزمن . فكيف كان الريال وكيف أضحى . فمنذ سنوات لم يعد يقدم كرته السابقة . ولم يصل لأدوار متقدمة من دوري الأبطال . ولازال يعتمد على إستقدام لاعبين من خارج أسواره . وجلنا يعلم أنه مالم يكن للفريق إنتاجاً خاصاً فلابد من وقت يتعرض فيه لضائقة مالية وعندها ستكون الكارثة . وهنا اطرح التساؤل : هل سيأتي اليوم الذي يصبح فيه ريال مدريد فريقاً يصارع على البقاء في اللاليغا ؟!!.. بكل أمانة أقولها . إن إستمرت سياسة الفريق كما الآن . فماهي إلا سنوات . وستسمعون ذلك الخبر ..