
كان ، لابد من نصر يوازي المرحلة ...
ويعيد للأيام دورتها نحو الشمس ..
كان لابد من نصر يوازي
مرحلة الانتفاضة الحمراء ...
مرحلة توهج النجوم الذي يضئ فراغ هذا الكون .
كان لابد من نصر يولد في صحراء هذا الزمن
ليحيل قحطه إلى بساتين نصر وحدائق عزة ..
كان لابد من نصر بحجم المريخ الزعيم ...
وقد كان ..
قد كان النصر
يا مريخ السعد ...
يا فخر البلد ...
يا مجد البلد ...
وهاهو القلب يقفز إليك فيزداد فيك حبا وعشقا
وهياما ...
فتعال .. تعالى لتداعب شمس أحلامنا ...
وتضمنا إلى أرض الوطن الغالي حتى نختلط
بترابه ورماله .. بطينه ومياهه
بأنهاره ووديانه .. بسهوله وبيده ...
تعالى يا
مريخ السعد..
يا فخر البلد..
يا مجد البلد..
تعالى لتخضب اصابعي بدمائك الحمراء ..
ولتأخذني في رحلتك الجميلة غير المستحيلة ...
بالأمس كان لابد من نصر يوازي المرحلة ...
ويعيد للأيام دورتها نحو الشمس ..
نصر يعيد للأطفال طعم الحليب ...
وللجائعين طعم الخبز ...
ولليتامى طعم الابوة وعطف الأمومة
فبالأمس كان الزعيم عنوان الحياة الأول ...
إنتصر:
فشبع الأطفال ...
وأكل الجائع ..
وفرح اليتيم ...
وأشرقت شمس الزعيم في سواحل القلوب ...
وفرحت القلوب لانتصار الزعيم ..
فلما لا ينتصر المريخ ؟
لم لا ينتصر المريخ وملايين القلوب الصادقة
كانت تدعو رب السماء أن يكرم الزعيم
بنصر موزر يحيل به سواد الزمن اصباحا
وحزن الوطن أفراحا ..
لما لا ينتصر الزعيم ؟
ورب السماء يستجيب لدعاء القلوب المؤمنة التي
توكلت على الله وخاضت غمار المعركة بكل
إباء وعزة وصمود ..
لم لا ينتصر الزعيم ؟
وأخوان الملك يرتدون شعار الزعيم المقدس المخضب
بقدسية الوطن ..
ويقدمون رقاع الدعوة للشعب الاحمر أن تعالوا
للقلعة الحمراء لنهديكم نصرا احمرا ..
لم لا نتصر الزعيم ؟
والملك قد وعد شعبه بنصر عظيم في الشهر الكريم ؟؟؟
والملوك إذا وعدوا أوفوا ..
وإذا ضربوا أوجعوا ..
وإذا قادوا أحسنوا ..
وقد وجدنا ما وعدنا به الملك حقا ..
فهنئيا لنا بملك يوزع الهدايا على
جنوده فيدكون بها شباك الخصوم
ويحرقون بها قلوب الحاسدين ...
لم لا ينتصر الزعيم ؟
والسماء قد إمتلأت بملايين النجوم المتوهجة ...
الحمد لله..
الحمد لله..
الحمد لله..
إنتصر الزعيم ،
فأرتفعت هامة الوطن الجميل ...
وماج البحر والنهر والنيل ...
وفرح وغني شعبنا الأصيل ..
****
أحس فرحا يخرج مني الآن ...
فرحا أحمر اللون ، أحمر الهوى ،
أحمر الهوية ، أحمر العنوان ...
فرحا كان لي في البداية ، لكنه الآن يخرج
من شراييني وأوردتي ليبني مملكة النصر
المريخي القادم ، ويهدي الوطن سنبلة
بعد أن أهداه غيرنا قنبلة !!!
لكل الفرسان الحمر أرفع يدي المخضبة
بلون النار ... وألوح لأخوان الملك مبتهجة ..
وألوح للوطن فرحة ...
***
إنه المريخ ..
ولا كذب ...
إنه مريخ العجب .. ولا عجب ..
إنه المريخ يعدو إلى اي ركن من الدنيا ،
كما النجوم الزواهر ...
لا ريح تصده ...
ولا غيم يحجبه ..
ولا جبال توقفه ..
إنه المريخ :
يأتي في أول الركب دون كبرياء
"يأتي في أول القوس دون إنحناء"
فيكون البداية ..
يكون النهاية ...
يكون القيامة ..
يصعد وحده إلى القمم العالية لينتصر
للوطن الجميل ..
ويري العالم سقف السودان النبيل ...
إنه المريخ ...
"له أشعل القلب كغصن مضئ ..
وأصعد وحدي إلى قمته العالية
ليبصرني الوطن"
وارى جمال الدنيا من خلاله ...
آه .. آه
يا مريخ السعد ..
يا فخر البلد ..
يا مجد البلد ..
تعبت من الركض خلف انتصاراتك ...
والعمر يمتد بيني وبينك ولا شئ
سواك يا مريخ السعد ...
لا شئ غيرك لأفرح ..
لا شئ غيرك لأبكي ..
لا شئ غيرك لأزغرد له ..
لا شئ سوى قلب يرفرف بحبك ...
ويرفع لك رايات الاستستلام عشقا ..
لا شئ سوى شمسك المدججة بالانتصارات
وينابيع الأفراح ..
لا شئ سوى عشاق حمر يملأوون الكون ..
وشعراء يهيمون في عشقك ..
وإمراة مثلي لا تكف عن حبك ...
لا شئ يا مريخ السعد سوى:
طفل يحاول أن يتهجى اسم الوطن
فتغلبه التأتأة ، فيهتف :
المـريـخ ...
***
