السابع من فبراير توقف نبض القصائد ...
وعادت شقشقة العصافير إلى منابعها حزينة منكسرة ..
وأبى جسد الأرض المتعب أن ينام ..
وتوقف جريان النيل الخالد ... فماتت أشجار النخيل واقفة ..
وتصدعت جبال التاكا والأماتونج ...
وبيكنا نحـن ...
السايع من فبراير ...
أشرقت الشمس هائمة حزينة بلا ضوءٍ،
يقود إلى المعاني والوضوح ...
وإزدادت فوضى الحواس والجسد والروح ...
فقد إرتد بصرنا مرات ومرات دون أن يتكحل بمرأى سامي السامي ..
وكطفل صغير بكيت .. وبكيت .. وبكيت ..
بكيت بشكل مباح كما لم أبكي من قبل ..
ولن أبكي من بعـد ...
عيناي المعبأتان بالأحزان
كانتا تستعرضان رحلة فتى جميل اسمه سامي السامي ..
منح المريخ كل شئ ..
فنه ، عرقه ، وقته ، شبابه ..
وحين احتاج المريخ لروحه منحه لها بكل طيب
خاطر وبكل رضاء ..
فتفوق علينا جميعا في عشق المريخ وحبه ..
سـامي السـامي ..
بربك قـل لي كيف أتهجـأ اسـمك ؟؟
أتهجأه بشفتي جهـرا ..؟؟
أم بقلبي حبـا ..؟؟
أم بدمعي دمـا ..؟؟
أم بوريدي نبضـا ..؟؟
كيف أتهجأ اسـمك
وكل حرف فيه جرح مقدس بنينا بدمه تاريخ الزعيم ..
وكل حرف فيه هو عظمة المريخ .. وقدسية المريخ .. وإنتصار المريخ ..
كيف أتهجأ اسمك وكل حرف فيه أمة بحالها وتاريخ يشيد لنا ماضي
الحضور ، وحضور الضوء..
يقينا من السقوط في الختام ..
سامي السامي :
لا شيء يفصلنا عنك وعن التغني بك ..
لا الغياب .. ولا الحزن .. ولا حتى الفراغ والموت
لا شيء يأخذنا منك أو يأخذك منا يا سامي ..
لا شئ يا سامي فجذورك مدفونة في أعماق أمة حمراء جميلة ..
تنظر إليك دوما وتغنيك دوما وتدعو لك دوما ..
لا شئ يلهينا عنك أيها السامي الباقي في قلوبنا ..
فكل الطرق تؤدي إليك .. وكل الأبواب تفتح فيك وتنتهي فيك ..
والرحلة لم تكتمل بعد ..
فها أنت تعود إلينا مضرجا بانتصارات الزعيم فنراك في كل فرحة
حمراء .. في كل هتافات الصفوة .. في كل لعبة جميلة ..
في كل انجاز مريخي ..
نراك المريخ .. ونرى المريخ سامي ..
فكيف ننساك ايها السامي ؟؟؟
كل صباح تعود لنا يا سامي .. تعود لنا كما أتيتنا لأول مرة ..
وكما ذهبت منا لآخر مرة ..
تعود لنا :
عند جوبا ..
عند سيكافا ..
عند دبي ..
عند ماندلا ..
تعود لنا حين نفتخر بتاريخ المريخ ونمجد الزعيم لأنك صانع كل هذا ..
تعود لنا شرارة نصر أحمر باهر ..
وأحزانا مؤقتة ..
ثم تذهب لترقد في السلام ...
سامي السامي .. أيها المولود في ارتواء المريخ :
هل تعلم أننا نفتخر بك كل صباح .. ونعتز بك كل نهار ووناجيك
كل ليل ومساء ؟؟
هل تعلم أننا نظمأ لك كل حين ؟
فنراك حينا في أطفال الزعيم .. وحينا في جمال المريخ ..
وحينا، نراك ملمحا بكرا يزيح عنا تعب السنين ..
فنخلدك في شرايين الدم الأحمر حبا والتزاما ..
سامي السامي ..
"هل آن الأوان لكي تنام"
* * *
اليوم هدأت روحي الظمأى لك ولابداعك الجميل ...
فقررت أن أكتب شئيا عنك ..
عن مسيرتك مع الأحمر الوهاج وقبله ..
أكتب عن حزني عليك في صورة أخرى اسمها سامي السامي ..
صورة جميلة ..
صورة اسطورية ..
"تولد مثل أبطال الحكايات القديمة"
صورة من تاريخك الرائع العظيم ..
كي نقاوم بها اكذوبة الموت يؤدي إلى النسيان ..
سامي السامي ..
ها هم عشاقك عشاق الزعيم يبكونك بدم القلب
"ها هم، آتون يبلغونك حبهم ودعواتهم وصلواتهم..
كما لو فقدوا بذهابك ما تبقى من عبير الحياة ورونقها ..
أراهم يتدافعون باحثين عن الابداع الذي رحل معك ..
نتدافع نحوك أيها السامي غير مصدّقين بأن قلبك قد توقف عن النبض ..
"حيث كان الابداع يهدر مثل عاصفةٍ من الصبوات"
مدن بكاملها تجيء الآن حاملة شوارعها الكئيبةَ
كي تقول لك: الوداع
وأنت تتسامى فينا وتصعد نحو السماء السامية ..
سامي السامي ..
"عبثاً نحاول أن نعيد بناء ما تهشَّم في غيابك ..
من شظايا الروح
ولا أفق يرشدنا اليك.."
نراك بطولة عظيمة المنال .. جميلة الرايات ..
فتخفق قلوبنا بذكرى تلك الأيام الخوالي ..
فنقول: هذا سامي السامي قد أتى عائدا ببشارات النصر..
أتى ليهدينا بطولات جديدة وانتصارات فريدة ..
سامي السامي ..
جئثك، مجرداً إلا من كلمات لا تفي بحقك ..
معلنا عليك الحب والوفاء والاخلاص ..
جئتك كي أقدم لك شئيا من الحب .. والاعجاب ..
جئتك يا قائد مواكب النصر الأحمر محبا .. عاشق ..
مخلصا لك ..
فهلا قبلتني ..؟؟؟
* * *
سامي السامي ليرحمك الله ويغفر لك بقدر حجم الفرحالذي
أدخلته على قلوبنا المحبة لك ...