ليث البصرة | | عضو أساسي | المشاركات: 40781 نقاط التميز: 20787 |  | معدل المشاركات يوميا: 5.9 | الأيام منذ الإنضمام: 6957 | |
المدى الرياضي: بقي وفياً للميناء برغم رياح الدهر العاتية .. كيغن العراق جليل حنون .. هداف ماكر لم ينصفه المدربون
كتب/ زيدان الربيعي
هناك نجوم قلائل يصمدون في ذاكرة الناس على مدى طويل من الزمن، لكونهم يتركون أثرا طيبا خلفهم من خلال البصمات العديدة التي يقدمونها فوق المستطيل الأخضر الذي كافأهم بالخلود الطويل في ذاكرة الجمهور الرياضي. في زاوية ( نجوم في الذاكرة ) سنحاول الغور في مسيرة أحد نجوم المنتخبات العراقية السابقين الذين ترفض ذاكرة جمهورنا مغادرتهم لها، حيث صمدوا في البقاء فيها برغم مرور عقود عدة على اعتزالهم اللعب وحتى قسم منهم ابتعد عن الرياضة برمتها أو غادروا العراق إلى بلدان أخرى.نتحدث في الحلقة العشرين عن مسيرة لاعب فريق الميناء البصري والمنتخبات العراقية المهاجم الماكر جليل حنون مطر الذي لعب أكثر من عشرين مباراة دولية. حيث ولد عام1952 في محافظة البصرة،إذ سيجد فيها القارئ الكثير من المحطات والمواقف المهمة فيها المفرح وفيها المحزن وكذلك فيها ما هو طريف.
بداياته: بدأ جليل حنون ممارسة لعبة كرة القدم بين اقرانه في منطقة المعقل في محافظة البصرة في منتصف ستينيات القرن الماضي وبعد ان اشتد عوده انضم الى فريق المعقل الشعبي الذي كان يعد من اقوى الفرق في محافظة البصرة ومن خلال هذا الفريق برزت قدراته الهجومية ما جعله يفكر جديا في تطوير مسيرته الرياضية وكان تفكيره صحيحا عندما قرر في عام 1967 الانضمام الى فريق ناشئة الميناء ومن خلال هذا الفريق تأهل إلى فريق شباب الميناء الذي بدأ فيه جليل حنون يفصح عن إمكاناته كمهاجم شاب يشار إليه بالبنان لذلك كان من الطبيعي جدا أن يتم تأهيله إلى الفريق الأول للميناء وحدث ذلك في عام1969.حيث خاض مع فريق الميناء اول مباراة رسمية له وكانت ضد فريق الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وانتهت لصالح الميناء (4ـ1). وفي عام 1973 لعب مع فريق الميناء اول مباراة له في بطولة الدوري المحلي ضد فريق قوات نصر وانتهت لصالح الميناء (3ـ1). وفي ذات العام تم دمج فريق الميناء مع فريق المواصلات وكان جليل حنون احد لاعبي هذا الفريق، لكن بعد عام واحد فقط عاد مرة اخرى الى فريق الميناء الذي بقي يمثله حتى اعتزاله اللعب في عام 1988 وكانت مباراته الاخيرة مع الميناء ضد الزوراء وانتهت لصالح الميناء بهدف واحد مقابل لا شيء. إلا أن ظروفا طارئة أجبرته في عام1989على ترك فريقه الأم"الميناء" واللعب مع فريق البحري البصري كلاعب وكمدرب مساعد لشقيقه جميل حنون. أما مسيرته مع المنتخبات الوطنية فقد بدأت منذ عام 1970 وانتهت في عام 1980، حيث استدعى في عام 1970 في مباراة اعتزال اللاعب شامل فليح وبعد ذلك لم ينتبه اليه المدربون بسبب وفرة المهاجمين الموجودين آنذاك في العاصمة بغداد، إلى أن جاء عام 1973 عندما خاض منتخب البصرة مباراة ودية ضد المنتخب الوطني في بغداد ويومها تألق جليل حنون وسجل هدفين من اهداف فريقه الثلاثة في مرمى الحارس المعروف جلال عبد الرحمن ما جعل ابواب المنتخب تفتح له، كذلك فتحت له ابواب منتخب الشباب في ذات العام الذي شارك في بطولة كأس فلسطين الثانية التي جرت في ليبيا عام 1973 ويومها سجل جليل حنون اجمل اهدافه في مرمى الحارس التونسي. وخلال وجوده مع المنتخبات الوطنية شارك في العديد من البطولات العربية والدولية من ابرزها الدورة المدرسية في بغداد 1971 مع المنتخب المدرسي وبطولة كأس فلسطين الثانية في ليبيا عام 1973 ودورة العاب الاسيوية في طهران عان 1974 وتصفيات دورة الألعاب الاولمبية في طهران عام 1975 وبطولة العالم العسكرية في دمشق عام 1977 وبطولة مرديكا الدولية في ماليزيا عام 1978وتصفيات دورة موسكو الاولمبية في بغداد عام 1980. انجازاته: تمكن جليل حنون من تحقيق انجازات جيدة مع المنتخبات العراقية لعل ابرزها واهمها فوز المنتخب العسكري في بطولة كأس العالم العسكرية التي جرت في دمشق عام 1977 وكان له دور بارز في هذا الانجاز عندما تمكن من المشاركة في العديد من المباريات برغم وجود المهاجمين الكبيرين علي كاظم واحمد صبحي وكانت اصابة فلاح حسن في بداية البطولة جعلت مدرب منتخبنا العسكري آنذاك الألماني رايشلت يشركه في اغلب المباريات وقد ترك بصمة مؤثرة في هذه البطولة عندما سجله الهدف الحاسم في مرمى المنتخب النيجيري، كما له انجاز كبير جدا مع فريق الميناء تمثل في احراز لقب بطولة الدوري في موسم 77ـ1978 وكان لجليل حنون دور كبير جدا في هذا الانجاز عندما تمكن من تسجيل احد الاهداف الثلاثة في مرمى الزوراء التي أهلت الميناء لهذا الفوز التاريخي ليكون أول فريق عراقي من المحافظات يحقق هذا الانجاز المهم للغاية. وقد عزز جليل حنون هذا الإنجاز بانجاز آخر عندما أحرز لقب هداف الدوري برصيد (11) هدفا تسع مباريات فقط. ميزة خاصة: يمتلك اللاعب جليل حنون ميزة خاصة كونه اللاعب الوحيد الذي تمكن من تسجيل "الهاترك" في مرمى فريقين جماهيريين. حيث تمكن من تسجيل اربعة اهداف في مرمى فريق الطيران "القوة الجوية حاليا" الذي كان يحرسه الحارس الدولي كاظم شبيب وكذلك عاد الكرّة مرة أخرى في مرمى الزوراء عندما تمكن من هز شباك حارسه عامر زايد بثلاث كرات جميلة في موسم 83 ـ1984 وانتهت المباراة بالتعادل (3ـ3). كما يمتاز بأنه ثاني لاعب عراقي في بطولة الدوري يسجل خمسة اهداف بعد لاعب الزوراء ثامر يوسف وذلك عندما تمكن من تسجيل هذا العدد من الاهداف في مرمى فريق الحلة عام 1977. مفارقة: من المفارقات الجميلة في حياة اللاعب جليل حنون انه خاض أول مباراة دولية مع المنتخب العراقي ضد منتخب اليمن في بطولة كاس فلسطين الثانية في ليبيا عام 1973 وفي هذه المباراة سجل اول اهدافه الدولية وقد تم اختياره في هذه البطولة ضمن المنتخب العربي الموحد وشاءت الصدف ان تكون آخر مبارياته الدولية ضد فريق اليمن نفسه ولكن هذه المرة في بغداد عام 1980 ضمن تصفيات دورة موسكو الاولمبية وانتهت عراقية ( 3ـ صفر). اجمل اهدافه: سجل جليل حنون العديد من الاهداف الجميلة التي ما زال يعتز بها منها هدفه الحاسم في مرمى الزوراء عام 1978 والهدف الذي سجله لفريق المواصلات في مرمى منتخب كوبا في عام 1974 في المباراة الودية التي جرت في بغداد وانتهت بالتعادل (2ـ2)، وايضا يعتز بهدفه الحاسم في مرمى المنتخب النيجيري عام 1977. مميزاته: يمتاز جليل حنون بالمراوغة والسرعة والدوران السريع والتسديد القوي في مختلف الاتجاهات حيث جعلته هذه المميزات هدافا مميزا وضع بصمته في شباك اغلب حراس المرمى الذين واجههم في حياته، إلا انه لم يكن محظوظا لسببين، الأول انه جاء في وقت كان خط الهجوم في المنتخبات العراقية متخما بلاعبين كبار امثال شدراك يوسف، عمو يوسف، علي كاظم، فلاح حسن، حسين سعيد، ثامر يوسف وغيرهم. والسبب الآخر أن قصر قامته جعل المدربين المحليين لا يمنحوه الفرصة التي يستحقها، بل فضلوا عليه لاعبين اطول منه جسمانيا واقل منه عطاءا!!. ومن الأمور التي لابد ذكرها هنا ان مدرب المنتخب الوطني البرازيلي ايدو فكر جديا في عام 1986 بإعادة جليل حنون مرة اخرى الى صفوف المنتخب الوطني الذي كان يستعد للمشاركة في مونديال المكسيك إلا ان تأثيرات جانبية حرمته من نيل هذه الفرصة.وهذا دليل أكيد على أن قدراته الرائعة وتفوقه داخل الميدان أقنعت المدرب الأجنبي إلا أنها لم تقنع الكثير من المدربين العراقيين. ابرز الألقاب التي أطلقت عليه: حصل جليل حنون على العديد من الالقاب الجميلة منها ثعلب الكرة العراقية وكيغن العرب أو كيغن العراق، لأنه يحمل ذات الرقم الذي كان يحمله النجم الانكليزي كيغن كيغان. كما لقب باللاعب المظلوم، لانه لم يحصل على الفرصة التي يستحقها مع المنتخبات العراقية. ابرز المدربين الذين اشرفوا على تدريبه: الراحل ثامر محسن، وشقيقه جميل حنون، وواثق ناجي، الراحل عمو بابا، والالماني رايشلت وغيرهم. من الأمور المميزة في سجله الناصع أنه رفض كل العروض التي قدمتها له فرق بغداد وبقي وفياً لفريق الميناء حتى عندما أجبرت الظروف هذا الفريق على الهبوط إلى دوري الدرجة الثانية في عام1986 ولم يغادره وبقي يدافع عن ألوانه بقوة حتى أعاده إلى دوري الأضواء مرة أخرى وكان من بين صانعي هذا الانجاز عندما سجل هدفا جميلا في المباراة النهائية في دوري المظاليم التي جمعت الميناء مع التجارة وانتهت لصالح الميناء بهدفين مقابل لا شيء. جليل حنون يعمل الآن ضمن الهيئة الإدارية لنادي الميناء البصري. |
|