عندما تعلن بعض المحال الكبيرة عن وجود تنزيلات على مستوى بيع المواد المتواجدة عندها بسعر التكلفة، فهي تعني أنها تبيع بالسعر التي كلفتها بلا أية أرباح لأن المحل سوف يغلق أو لتواجد بضائع جديدة قادمة وبالتالي التخلص منها بشكل أو بآخر.( مقصلة المدربين ) تواجدها مرتبط بتواجد الدوريات والإتحادات العربية، فأصبح الأمر اعتياديا كحال من يشتري رغيف الصباح كل يوم أو كحال المدمن على السيجارة اليومية فتراه في كل يوم يشتري علبة جديدة منها. عانت المنتخبات والأندية العربية من هذا الأمر كثيرا ، فأفتقدنا عنصر الإستقرار الفني، فإني بقي المدرب على رأس عمله لسنة ونصف السنة لعلمنا بأن هناك أمرا مريبا قد حدث فعملية التغيير والمقصلة توقفت لبرهة وكلنا ثقة بأنها ستعود لتكمل دورانها من جديدة .
وعلى غير العادة، رأينا تحسنا ملحوظا على الأندية والإتحادات العربية في آخر عامين أو ثلاثة أعوام رأينا وجود الوعي الثقافي الرياضي بالنظر إلى تواجد اللجان الفنية بالإتحادات والأندية وكذلك التوعية من خلال التجربة الأوروبية الرائدة في هذا المجال، فرأينا مدربين مستمرين على رأس عملهم لمدة عشرين عاما أو عشر أو حتى خمسة أعوام. رأينا تواجد عنصر الصبر في التجربة الأوروبية وعدم الإستعجال على النتائج فالسير لم يحقق بطولة في أولى مواسمه مع المان وأنظر إليه الآن وفينغر غاب عن البطولات لفترة طويلة ومازال على رأس عمله والأمثلة كثيرة ولا تحصى بتاتا.
الإتحادات والأندية العربية في الآونة الأخيرة تعلمت جزء من الدرس وتعلمت بأن الخطأ لا يُعالج بالخطأ، وتعلمت كذلك بأن النتائج تأتي من خلال منظومة عمل متكاملة والكمال لله فإخفاق الفريق المعني إن حصل فعليهم مراجعة السبب الحقيقي، هل الإدارة عملت ما بإستطاعتها؟هل الأدوات المتوافرة لدى المدرب والبيئة الحالية مناسبة له؟ هل المدرب لديه ما يقدمه للفريق؟. بالفعل رأينا تحسنا واضحا في - بعض - من اتحاداتنا العربية في عملية الإستقرار الفني، فرأينا أن الإتحاد البحريني لم يُقيل التشيكي ماتشالا بعد موقعة نيوزلندا وكذلك الحال نفسه للإتحاد المصري ومن قبله الإتحاد السعودي وكذلك الإتحاد القطري وكذلك نادي الإتحاد السعودي لم يقدم على هذه الخطوة بعد خسارته لنهائي دوري أبطال آسيا والأمثلة كثيرة.
هذا التحسن الملحوظ سيأتي بثماره خلال 3 إلى 4 سنوات، وتغير العقلية ما هي إلا بداية التصحيح لمستقبل باهر للكرة العربية بإذن الله، وبالتالي فإن ( المقصلة ) تُباع حاليا بسعر التكلفة نظرا لعدم الإقبال عليها لوجود الوعي الثقافي الرياضي في بعضا من دولنا العربية .