المتابع الحقيقي للكواليس المالية لعالم كرة القدم ، يرى أن كرة القدم و منذ تسعينيات القرن الماضي أصبحت تجارة أكثر منها رياضة
في مطلع الألفية كرة القدم " تخصخصت " بدخول رؤوس أموال أجنبية عليها ، رومان إبراموفيتش الروسي الجنسية اليهودي الديانة كان الأبرز في مجموعة من رجال الأعمال الأجانب الذين دخلوا عالم كرة القدم .
ابراموفيتش اشترى نادي تشيلسي " المغمور " في ذلك الوقت رغم وجود نادي مانشستر يونايتد على قائمة البيع ، بعد ذلك نجح بتحويله لنادي قوي على المستوى الأوروبي .
ابراموفيتش قاد بعد ذلك جيليت و هيكس و عائلة الجلايزر و من ثم أوثمانوف و غيرهم لشراء أندية كبيرة في الدوري الإنجليزي ، ليصبح " البيغ فور " الإنجليزي تحت رعاية " أموال أجنبية ".
الشيخ منصور بن زايد و بمساعدة خلدون المبارك و سليمان الفهيم ، نجحوا بشراء نادي مدينة مانشستر الثاني " السيتيزين " و ضمه لمجموعة أبو ظبي الإستثمارية
ليفتحوا الطريق بذلك أمام مجموعة من حيتان المال العرب لإستثمار ملايينهم في السوق الكروية الأوروبية .
الفهيم سار خلف الشيخ منصور و المبارك و أعلن بعدها بشهور عن شرائه نادي بورتسموث الإنجليزي و يضمه لمجموعته الإستثمارية .
و من فترة قصيرة ظهرت على السطح أنباء نية الأمير السعودي فيصل بن فهد بن عبدالله رئيس مجموعة " F6 " الإستثمارية شراء نادي " ليفربول " الإنجليزي و عن وجود مفاوضات جادة مع الملاك الأمريكان من أجل شرائه حصص بالنادي الإنجليزي العريق و في نفس الوقت أعلن عن وجود مفاوضات لشراء " نادي عالمي " آخر .
السيتي ، بورتسموث ، و ليفربول قريبا و غدا من يدري أي نادي ينضم للمحافظ الإستثمارية لأصحاب رؤساء الأموال العربية ، تدفعنا للتساؤول عن الهدف الفعلي لهذه الصفقات .
فكرة القدم و لشعبيتها الضخمة و مجالاتها الإستثمارية الواسعة ، هي كمنجم ذهب للباحثين عن ملايين أخرى تضاف لحساباتهم .
لكن في الواقع كرة القدم قد تكون مصدر دخل هائل للأموال غير المشروعة ، فمن السهل إستخدام هذه اللعبة لتبييض ملايين الدولارات من أموال الرق و المخدرات و الاسلحة خاصة في ظل عدم وجود رقابة فعلية على هذا السوق الكبير .
كعرب نتسائل لماذا أثريائنا يتجهون لأوروبا و يدخلون في عالم كرة القدم رغم عدم وجود أي خبرة حقيقية في هذا المجال ، خاصة أن خطوتهم هذه إن تمت بشكل غير مدروس ستؤدي لكوارث على الأندية الأوروبية و على الملاك العرب أنفسهم .
من الناحية الإقتصادية و الإستثمارية قد نرى إتجاه الاثرياء العرب لكرة القدم خطوة ناجحة لهم من ناحية كسب الملايين ، لكنها خطوة فاشلة و سيئة للأندية الأوروبية في ظل عدم وجود الخبرة اللازمة لمثل هذه الخطوة .
لكن قد تكون هذه الخطوة إرضاء " لمشاعر الطفولة " لدى أثريائنا بشرائهم لأنديتهم المحبوبة و ضمها لقائمة من الممتلكات مع سياراتهم و قصورهم و منتزهاتهم .
و سواء كانت هذه الخطوة إقتصادية أو حب في النادي ، فأنا ضدها ما دامت مبنية على عواطف بعيدة عن التخطيط السليم .