السلام عليكم .
لم يعد للشارع الكروي العالمي حديث في الآونة الأخيرة ، سوى المعركة الحامية الوسيط على عرش الفيفا ، أكبر إتحادات كرة القدم العالمية .
أبطال هذه المعركة تمثلوا برئيس الإتحاد الآسيوي القطري محمد بن همام ، و الرئيس الحالي للفيفا جوزيف بلاتر ، و إنضم إليهم مؤخراً جاك وارنر نائب رئيس الفيفا و رئيس إتحاد الكونكاف .
بن همام ، كان الشخص الذي أشعل فتيل هذه الحرب بإعلانه رغبته الترشح لمنصب رئيس الفيفا ، المنصب الذي كان جوزيف بلاتر يحميه بديكتاتورية عربية قلما نراها من شخص أوروبي .
بلاتر الذي إستلم الفيفا من بعد هافيلانج ، لم يواجه سابقاً أحد بجرأة بن همام و رغبته بإزاحته عن منصبه ، فكما إعتدنا و إعتاد بلاتر ، منصب رئيس الفيفا محجوز بإسمه .
المثير للشكوك أنه فور إعلان رغبة بن همام بالترشح لمنصب رئيس الفيفا ، ظهرت أخبار و إشاعات عن نية الفيفا فتح تحقيقات برشاوي دفعت لإتحادات كروية من أجل التصويت لملفي روسيا و قطر للفوز بشرف تنظيم مونديالي 2018 ، 2022 .
الجزء الأكبر من هذه الإشاعات كانت موجهة نحو الملف القطري ، و نالت إهتمام شعبي و رسمي واسع ، و حظيت بجدية كبيرة مما دفع الإتحاد الإسترالي لكرة القدم بالتصريح بإستعداده لإعادة تقديم ملف إنتخابي لتنظيم المونديال في 2022 .
و رداً على هذه الأخبار ، خرج جاك وارنر المتهم بقضية الرشاوي هذه ، معلناً عن إمتلاكه لمعلومات ستزلزل عرش الفيفا و ستكون تبعاتها كتسونامي هائل على عالم كرة القدم .
العالم بأسره إنتظر هذه اللحظة ، و كان السؤال الأعظم ، يا ترى ما الذي بجعبة وانر ليجعله يتحدث بهذه الثقة ، خاصة و أنها يواجه الإتحاد الأغنى و الأقوى في عالم الرياضة ؟
لكن ما حدث في الأيام الثلاثة الأخيرة ، خالف التوقعات و شكل صدمة لكل المتتبعين لمجريات معركة بلاتر - وارنر و بن همام .
فبن همام أعلن إنسحابه من سباق الترشح ، و وارنر أعاد تأييده لبلاتر ، و بلاتر نفسه فاز بفترة رئاسية جديدة للفيفا ، و في مؤتمر التنصيب خرج ليؤكد أن الملف القطري نزيه و شريف .
هذه المجريات أعادت للأذهان ما تفعله المافيا ، بأعضائها الذين يريدون التحدث لوكالات الأمن عن أسرار هذه المنظمات الإجرامية ، حينها يكون مصيرهم القتل أو الخطف أو بأرحم الحالات الإبتزاز .
هذه النظرية الإجرامية إستخدمها بلاتر لإيقاظ بن همام من حلم رئاسة الفيفا ، فإستعمل ورقة تنظيم قطر للمونديال كأبرز أسلحة الملف الإنتخابي الخاص به .
بن همام كقطري ، سيفضل طبعاً الفوائد العظيمة التي ستنالها قطر ، على الفوائد التي سينالها هو شخصياً نظير فوزه بهذا المنصب ، و لهذا قرر الإستغناء عن حلمه مقابل الحفاظ على حلم الأمة بأكملها .
تخلي بن همام عن المنصب لا يعني بالضرورة أن الملف القطري مشبوه و فاز برشوات كما أشارت وسائل الإعلام العالمية ، فكلنا نعرف تمام المعرفة قوة الفيفا و قوة وسائل الإعلام التابعة لها .
أو حتى سيطرة بلاتر على أعضاء لجان الفيفا ، و وضعه لأبرز قادة الفيفا تحت جناحه ، و ما حدث كان أبرز دليل على هذا .
ما حدث ذكرنا بلعبة الكراسي الموسيقية ، حيث تم تشتيت إنتباه بن همام ، ما أدى لخسارته الكرسي الذي يحلم به ، لكنني واثق من أن بن همام ، أو الأشخاص الذي يمثلهم للرد على بلاتر و ربما نراهم يهزمونه باللعبة التي أجادها .