الجنرال دوكلص عزيز
لا أعرف من أين أبدأ وأنا أكتب عن نجم كبير ملأت شهرته الآفاق مثل دوكلص عزيز .. هل أبدأ بالحديث عن هدفه الرائع في مرمى منتخب تركيا العسكري يوم 11 حزيران 1972 في افتتاح بطولة العالم العسكرية ؟! .. أم عن الجمهور الذي ترك الملعب متيقنا من خسارة منتخبنا العسكري أمام منتخب فرنسا في التاسع من آيار 1973 ليجبره (أبو ستيلا ) على العودة فرحا بعد أن أطلق صاروخا بعيد المدى في المرمى الفرنسي ؟! .. أم أكتب عن الهدف ( عابر القارات ) الذي سجله في مرمى سمير نوري حارس مرمى الميناء يوم 14 كانون الثاني 1979 من ركلة حرة وكان هدفا خارقا أثار ضجة كبيرة ويومها كان دوكلص يبلغ من العمر 36 عاما .. أأكتب عن دوكلص اللاعب الذي كان جنرالا في خط الوسط وصمام أمان في خط الدفاع , أم عن دوكلص المدرب الذي خطف درع الدوري ووضعه في خزانة الشرطة في أول تجربة له في عالم التدريب بعد اعتزاله مباشرة ؟!..
ولد دوكلص عزيز في مدينة الحبانية عام 1943 ..كان طفلا صغيرا في مدينة الحبانية عندما بدأ يلعب كرة القدم مع أقرانه متأثرا بالنجوم الكبار الذين كانوا يمارسون كرة القدم في تلك المدينة الهادئة أمثال عمو بابا وعمو سمسم ويورا إيشايا , ثم لعب لفريق مدرسة النبراس الابتدائية قبل أن يمثل منتخب معارف الرمادي , وكان يمارس إضافة لكرة القدم ألعاب كرة السلة والكرة الطائرة .. في عام 1957 انتقل مع عائلته إلى بغداد ولعب لفرق المتوسطة النظامية بألعاب كرة القدم والسلة والطائرة بإشراف الأستاذ سالم حسين ,ثم مثل النادي الأثوري بألعاب كرة القدم وكرة السلة والكرة الطائرة ,ثم كانت النقلة النوعية في حياته عندما انضم لفريق آليات الشرطة الذي كان يخطو خطواته الأولى في الدوري الممتاز بإشراف المدرب القدير محمد نجيب كابان , ولعب ضمن تشكيلة الفريق البنفسجي لأول مرة في موسم 64-1965 أمام فريق مصلحة نقل الركاب العريق , وساهم في فوز فريق آليات الشرطة ببطولة الدوري العراقي لمواسم 66-1967 ( الملغي ) و67-1968 و68-1969 و69-1970 و71-1972 , كما لعب لمنتخب الشرطة في بطولة الجمهورية لعدة سنوات وساهم في فوزه بكأس البطولة لأكثر من مرة .
في عام 1974 ألغى اتحاد الكرة العراقي فرق المؤسسات وقرر العمل بنظام دوري الأندية فأبتعد دوكلص عزيز عن الدوري لابتعاد فريقه الأثير عن البطولة , لكنه عاد مع زملائه نجوم آليات الشرطة للعب لنادي الشرطة في موسم 75-1976 وظل يلعب للفريق وقائدا له حتى موسم 78-1979 .
* أول مباراة دولية
استدعي لتمثيل المنتخب الوطني الثاني في بطولة كأس معرض طرابلس الدولية التي أقيمت في طرابلس بليبيا عام 1967 والذي كان يقوده المدرب جليل شهاب ,ولعب أول مباراة دولية له في تلك البطولة أمام منتخب ليبيا يوم 7 آذار 1967 ..
مشاركاته الدولية
مثل الكابتن دوكلص عزيز المنتخبات العراقية في الكثير من المباريات الدولية و البطولات الخارجية منها مشاركته مع المنتخب الوطني الثاني الفائز ببطولة كأس معرض طرابلس الدولية في آذار 1967 بقيادة المدرب جليل شهاب , والمشاركة في رحلة المنتخب الوطني إلى الاتحاد السوفيتي عام 1967 مع المدرب عادل بشير , والمشاركة مع المنتخب الأولمبي في تصفيات دورة مكسيكو الأولمبية التي أقيمت في تايلاند في كانون الثاني 1968 بقيادة المدرب عبد الإله محمد حسن , والمشاركة مع المنتخب الوطني في بطولة الصداقة الدولية التي أقيمت في طهران في آذار 1969 والذي كان يقوده المدرب اليوغسلافي كوكيزا , والمشاركة مع المنتخب العسكري في نهائيات بطولة العالم العسكرية الرابعة والعشرين في اليونان في حزيران 1969 مع المدرب اليوغسلافي كوكيزا , والمشاركة في رحلة المنتخب الوطني إلى دول يوغسلافيا وبولندا وألمانيا الديمقراطية خلال شهر تموز 1970 مع المدرب السوفيتي د. يوري , والمشاركة مع المنتخب الأولمبي في تصفيات دورة ميونيخ الأولمبية عام 1971 مع المدرب السوفيتي د. يوري ثم عادل بشير , والمشاركة مع المنتخب الوطني في تصفيات المجموعة الغربية لبطولة أمم آسيا التي أقيمت في الكويت خلال كانون الأول 1971 مع المدرب عادل بشير والتي أحرز العراق المركز الأول فيها , والمشاركة مع المنتخب الوطني في بطولة كأس فلسطين الأولى بكرة القدم التي أقيمت في بغداد في كانون الثاني 1972 وأحرز العراق المركز الثاني بقيادة المدرب عادل بشير , والمشاركة مع المنتخب الوطني في بطولة أمم آسيا الخامسة التي جرت في بانكوك في آيار 1972 مع المدرب عبد الإله محمد حسن , والمشاركة مع المنتخب العسكري في بطولة كأس بطولة العالم العسكرية التي أقيمت في بغداد في حزيران 1972 مع المدرب عادل بشير والتي توج العراق بطلا لها , وكان له شرف المشاركة مع المنتخب الوطني العراقي في تصفيات بطولة كأس العالم التي أقيمت في أستراليا عام 1973 وأحرزنا المركز الثاني بقيادة المدرب الهنغاري يولا تالاكي , والمشاركة مع المنتخب العسكري في بطولة العالم العسكرية بكرة القدم التي أقيمت في حزيران وتموز 1973 في الكونغو برازفيل , وأحرزنا المركز الثاني بقيادة المدرب الهنغاري يولا تالاكي , و كان ضمن المنتخب الوطني الذي قام بجولة عربية زار خلالها اليمن الديمقراطية وتونس وليبيا خلال شهري آيار وحزيران 1974 مع المدرب واثق ناجي , وكان ضمن المنتخب الوطني الذي شارك في بطولة دورة الألعاب الآسيوية السابعة في طهران خلال شهر أيلول 1974 بقيادة المدربين ثامر محسن وواثق ناجي , وشارك مع المنتخب العسكري العراقي في تصفيات بطولة العالم العسكرية بكرة القدم التي جرت في الكويت في شباط 1975 بقيادة المدرب عبد القادر زينل , و كان ضمن المنتخب العسكري الذي زار الاتحاد السوفيتي ولعب مباراتين وديتين خلال أيلول 1975 وقاده المدرب باسم الربيعي , والمشاركة في بطولة كأس الخليج العربي الرابعة التي أقيمت في الدوحة خلال شهري آذار ونيسان 1976 بقيادة المدرب الاسكتلندي داني ماكلنن وأحرز منتخبنا الوطني المركز الثاني , والمشاركة مع المنتخب الوطني في نهائيات بطولة أمم آسيا التي جرت في طهران في حزيران 1976 بقيادة المدرب اليوغسلافي كاكا , والمشاركة في تصفيات بطولة العالم العسكرية بكرة القدم مع منتخبي البحرين و الإمارات العربية عامي 1976 و 1977 بقيادة المدرب عمو بابا , وقاد المنتخب العسكري العراقي للفوز ببطولة العالم العسكرية التي أقيمت في دمشق في حزيران 1977 مع المدرب الألماني الشرقي رايشلت .وعلى صعيد الأندية ساهم في النتائج الكبيرة التي حققها فريق آليات الشرطة في بطولة أندية آسيا الرابعة في بانكوك عام 1971 بقيادة المدرب محمد نجيب كابان وتأهله إلى المباراة النهائية للبطولة ثم رفضه ملاقاة فريق ماكابي الصهيوني , وقاد فريق نادي الشرطة للفوز ببطولة الشرطة العربية الأولى في بغداد في نيسان 1976 مع المدرب يونس حسين , وكذلك قاده للفوز ببطولة الشرطة العربية الثانية في دمشق في آيار 1978 مع المدرب عبد القادر زينل .
* دوكلص .. الهداف الثاني للدوري
من الأمور الملفتة للنظر إن الكابتن دوكلص عزيز قد أحرز المركز الثاني في لائحة هدافي الدوري لموسم 71-1972 برصيد خمسة أهداف بفارق هدف واحد عن لاعب السكك علي كاظم الذي أحرز لقب هداف الدوري بستة أهداف فقط .
* اعتزال ولكن !!
في شباط 1978 زار العراق منتخب الجزائر الوطني ولعب مباراتين وديتين مع منتخبنا الوطني , وتكريما للفريق الجزائري أقام الاتحاد العراقي لكرة القدم دعوة عشاء حضرها مجموعة من الصحفيين , ويومها اتخذ دوكلص عزيز مكانا وسط الصحفيين ليعلن اعتزاله اللعب رسميا .. لكن مدرب منتخبنا الوطني الراحل كاكا طلب منه التريث في قرار الاعتزال لأن المنتخب والكرة العراقية بحاجة ماسة لخدماته وعدم وجود البديل الذي يشغل مكانه بنفس الكفاءة .واستجاب الكابتن دوكلص لرجاء مدربه وبقي في صفوف المنتخب حتى عام 1978 حيث لعب يوم 27 شباط 1978 أخر مباراة دولية له أمام منتخب كوريا الشمالية في المباراة الودية التي جرت على ملعب الشعب الدولي , لكنه واصل اللعب لفريق نادي الشرطة لعام أخر ليودع الملاعب نهائيا في حزيران 1979 حيث قاد نادي الشرطة في مباراته الودية أمام نادي الأمن السوري التي جرت على ملعب العباسيين في دمشق وانتهت بالتعادل بدون أهداف .
* مباريات خالدة
سئل الكابتن دوكلص عزيز ذات يوم عن المباريات التي يعتز بها فقال : إنها مباراتنا مع المنتخب العسكري الفرنسي عام 1973 التي سجلت فيها هدف التعادل في الثواني الأخيرة لينتهي الوقت الأصلي 2 ــ 2 ثم يتغير مجرى اللعب لصالحنا في الوقت الإضافي ونكسب النتيجة 4 ــ 2 ونترشح للأدوار النهائية لبطولة العالم العسكرية , ومباراة منتخبنا الوطني أمام منتخب السعودية في بطولة الخليج العربي الرابعة في الدوحة والتي انتهت لصالحنا بسبعة أهداف مقابل هدف واحد .
* التميز بالركلات الحرة
كان دوكلص عزيز يمتلك قدرة خارقة في تسديد الركلات الحرة التي سجل منها أجمل الأهداف , فلا زالت ذاكرة الجمهور العراقي تحتفظ بالكثير من أهدافه الرائعة من الركلات الحرة منها هدفه في مرمى منتخب تركيا العسكري في افتتاح بطولة العالم العسكرية عام 1972 ,وهدفه الشهير في مباراة الشرطة والميناء في موسم 78-1979 عندما سدد كرة هائلة من منتصف الملعب تقريبا لتدخل مرمى الميناء معلنة تسجيل أجمل أهداف الدوري العراقي والذي أتضح فيما بعد إنه كان غير شرعي لأنه جاء من ضربة حرة غير مباشرة ولم يكتشف ذلك إلا الأستاذ مؤيد البدري في برنامجه الشهير ( الرياضة في أسبوع ) ..
* دوكلص حارسا للمرمى
من الأحداث الطريفة في حياة الكابتن دوكلص عزيز ما حدث في مباراة الشرطة والتجارة التي جرت يوم الثلاثاء 17 نيسان 1978 ضمن الدور الحادي عشر لموسم 78-1979 تعرض حارس مرمى الشرطة رعد حمودي لإصابة لم يتمكن معها من إكمال المباراة ,وكان فريق الشرطة قد أستنفذ تبديلاته المقررة لذلك لم يجد الكابتن دوكلص عزيز بدا من خلع فانيلة اللعب وارتداء فانيلة مختلفة ليقف حارسا لمرمى الشرطة في الدقائق العشرة الأخيرة من المباراة التي انتهت لصالح الشرطة 5- 2 .
* ماذا قال ماكلنن ؟
المدرب الاسكتلندي الراحل داني ماكلنن الذي قاد منتخب العراق الوطني عامي 1975 و1976 قال في أعقاب النتائج المخيبة للآمال لمنتخبنا الوطني في تصفيات دورة مونتريال الأولمبية وخاصة خسارته أمام المنتخب المدرسي السعودي : أن الكرة العراقية بحاجة إلى ألف دوكلص عزيز .. ولذلك قرر المدرب استدعائه من جديد للمنتخب الوطني العراقي بعد أن غاب أسمه عن التشكيلة الدولية قبلها .
* من اشرف على تدريبه
على صعيد الفرق والأندية المحلية أشرف على تدريبه المدربون محمد نجيب كابان ومنذر الواعظ ويونس حسين وعبد القادر زينل . أما على صعيد المنتخبات الوطنية فهناك أسماء جليل شهاب وعادل بشير وعبد الإله محمد حسن واليوغسلافي كوكيزا والسوفيتي يوري والهنغاري يولا تالاكي وواثق ناجي وثامر محسن وباسم الربيعي وعبد القادر زينل والاسكتلندي داني ماكلنن واليوغسلافي كاكا وعمو بابا والألماني رايشلت .
* دوكلص مدربا
بعد الاعتزال أتجه للتدريب وأشرف على تدريب فريق نادي الشرطة في موسم 79-1980 وقاده للفوز بلقب البطولة لأول مرة في تأريخه وواصل العمل معه لمواسم طويلة وكما أشرف على تدريب فريق نادي الطيران ( الخطوط الجوية ) في موسم 91-1992 و نادي الكرخ في موسم 94-1995 ونادي صلاح الدين , وعمل مساعدا لمدرب المنتخب الوطني اليوغسلافي فويا وقاد الفريق مدربا في المباراة الأخيرة في تصفيات كأس العالم عام 1981 , ومساعدا لمدرب المنتخب الأولمبي عمو بابا في دورة لوس أنجلوس الأولمبية عام 1984 .