كورة القدم ..

متعة حماس شد انفعال ..

تبدأ بأتسامات وتحديات ..

وتنتهي بصافره حكم ..

ويبدأ دور النقاشات والتحليلات ..

ومن بين هذه التحليلات تنصب مشانق  ..

ويصنع كراسي من ذهب  ..

وتوضع التيجان  ..

ومن ثم تأتي التحليلات ..

وهنا مربط الفرس على أي أساس هذه التحليلات ..

التقنية والتكنلوجيا ..

ساعدت كثيرا ً في وصول الكورة العالمية لدينا ..

بكرت واحد تستطيع مشاهدة أقوى دوريات ودربيات العالم ..

وهذا مما لاشك فيه تثقيف لم أراد أن يتثقف ..

وأطلاع وفي نفس الوقت تمتع بمتابعة هذه الدوريات القويه ..

ولأننا بشر ولأن الكلام بدون قيود لدينا ..

وذلك في حدود الأدب والاخلاق والدين ..

نطلق العبارات المبجلة بللاعب الفلاني أو المدرب الفلاني او الرئيس الفلاني ..

وآخرى قاتلة لأخرين من هذا الوسط الرياضي ..

وربما السبب مباراه واحده أو مستوى هزيل ..

لا ألوم لأننا تعودنا في دورياتنا العربيه على مثل هذه الاشياء ..

فلا يكاد يمر موسم ألا ويتغير المدرب للنادي ثلاث أو أربع مرات ..

لماذا لأنه انهزم في الدربي أو لن الجماهير طالبت ..

أو لأسكات الغضب الجماهيري وما شابه ..

ولكن ولأنـنا نتابع دربيات أوربا علينا أن نكون واقعين لدرجة كبيره ..

فدوريات اوربا ليست كالدوريات العربيه ..

شتان ما بينهما كثيرا ً ..

نحتاج ونحتاج ..... ألخ .. للحاق بهم ..

هناك بعض الاخطاء التي نقع فيها نحن كمتابعين ومشجعين عرب للدربيات الاوربيه ..

نعم نحن لن نغير شيء ما هناك ولكن لم نغير ما بنا ..

الانديه هناك لن تسمع لصراخنا المطالب بأقاله وأبعاد فلان أو جلب فلان ..

ولكن يجب علينا أيضا ً أن نكون واقعين ونتعلم كيف يكون الانتقاد السليم ..

سأضرب أمثلة وسنرى ..

في أنجلترا ..

نادي المانشستر يونايتد ..

 نادي قوي سواء اقتصاديا ً او فنيا ً ..

أحدى أقوى وأعرق أنديه أنجلترا ..

السير فيرجسون ..

يشرف عليه أحد عباقرة التدريب ..

ولكنه لم يحرز اللقب منذو ثلاث مواسم ..

وهذا ما أثار حفيظة عشاق النادي ..

ولكن ..

العجب العجاب أن أغلبية هؤلاء المنتقدين والثائرين ..

أصبح يطالب برحيل السير عن تدريب النادي ..

وعندما تسأل هذا المشجع لماذا يرحل السير ..

يقول لك لأنه لم يعد لديه ما يقدمه عشرون سنه كانت كافيه ..

وشكرا ً له ونريد البديل ..

تعالت الاصوات المطالبه برحيله هنا وقرأت عشرات المواضيع الانتقاديه ..

ولكن مع بدايه هذا الموسم أتضحت الرؤية ..

وظهرت حقيقه كلمه السير عندما قال :

أننا نحاول بناء جيل جديد وهذا يتطلب بعض التضحيات ..

والتضحيات كانت خسارة اللقب للثلاث مواسم الماضيه ..

ورحيل الثلاثي ..

ديفيد بيكهام وروي كين وفان نيسترلوي تباعا ً ..

هذه الموسم ظهر نجاح بعد التفكير للسير ..

فقد قام بجلب لاعبين صغار في السن ..

وبمستويات قويه قريبه من مستويات اللاعبين الذين رحلوا ..

ك رونالدو و واين روني و لويس ساها ..

جميعهم يبدعون حاليا ً في الفريق ..

ويشكلون ثلاثي هجوم قوي جدا ً ..

ويقودون الفريق لتصدر البريمر شيب ..

ولديهم القدره على العطاء لمواسم كثيره قادمه لصغر سنهم ..

أذن المستفيد المان يونايتد ..

ونظيرة السير أصبحت صحيحه ..

أين ذهب من كانو يطالبون برحيله لا أعلم ..

ربما لا يزال هناك متعنتون ولكن الحق يقال ..

السير أثبت أنه أحد عباقرة التدريب النادرين في العالم ..

وسيثبت أفضليته المطلقه بالحصول على لقب هذا الموسم ..

هذه أحد الامثله ..

التي تبين التسرع لدينا في اطلاق القرارات ..

وربما تدفعنا العاطفه الزائده ..

لأننا نريد الفوز دائما ً والمستوى دائما ً ..

وهذا لا يحصل الا في المستحيل ..

نبقى في انجلترا ..

ولكن لمنافس مان يونايتد ومطارد الصداره ..

نادي تشلسي ..

كعادة هذا النادي ومنذو أحتلاله من قبل الروسي ابراهيموفتش ..

يصرف النادي ملايين وملايين في سبيل التدعيم ..

في الصيف الماضي وقبيل بدء هذا الموسم ..

كان عشاق النادي في انتظار المفاجئة ..

قام النادي بشراء بالاك الالماني ..

وشيفشينكو الاوكراني ..

لاعبان من العيار الثقيل ..

بالاك ربما تأقلم أكثر من شيفا وأصبح يلعب أساسي ..

ولكن شيفا حتى الآن لم يسجل سوى ثلاثه أو أربعه أهداف ..

وهو من هدافي الدوري الايطالي وهدافي دوري الابطال المعروفين ..

أصبح هناك من يشكك في قدرات هذا اللاعب ..

لأنه لم يسجل ..

وهناك من يطالب الاداره في التعقل والتريث في الصفقات ..

فقد صرفت حوالي ربع ملبار ريال سعودي في جلب شيفا ..

والنتيجه ثلاثة أهداف ..

ولكن واقعيا ً وبعيدا ً عن ما يقال ..

هل كانت الاداره مخطأه في التعاقد مع شيفا ..

لا أعتقد ذلك فاللاعب هداف كبير ومعروف ومن أفضل رؤوس الحربه في العالم منذو عشر سنوات ..

ولاعب في سن النضوج الكروي ..

أذن الاداره سارت على نهج صحيح ..

دعمت الفريق بهداف معروف عالميا ً وذو مستوى كبير ولا زال يستطيع الاداء لسنوات قادمه ..

اللاعب أيضا ً لديه القدره على التسجيل والمهاره الكبيره ..

مبدع دائما ً وكان هداف الدوري الايطالي القوي دفاعيا ً ..

وثاني هدافي دوري الابطال ..

وليس لديه أصابه ولا ارهاق ولا تعب ..

أذن ألاعب كان كفؤ للتعاقد معه أيضا ً ..

أين العلة أذا ً ..

هذا ما لم يحاول المشجعون معرفته أبدا ً ..

لماذا لم يؤدي شيفا مثلما كان يؤدي في السان سيرو ..

هي يعاني من ظغط نفسي وجماهيري رهيب ..

أم أنها طريقة المدرب ..

مورينهو ..

هل طريقة مورينهو مناسبه لشيفا ..

هل قام مورينهو فعلا ً بتغيير طريقته لتناسب أمكانيات شيفا ..

هل اللاعب يلاقي المساعدات الكبيره من زملائه ..

أسئله كثيره تحتاج لأجوبه ..

ولكن أجوبتها ليست لدينا بل لدى شيفا نفسه ..

وهو سيرد على ذلك في حينه وحينه ربما سيكون هذا الشتاء أو الصيف القادم ..

أما العشاق لدينا فردة الفعل لديهم هي ..

الاداره تسرعت في التعاقد مع شيفا ..

شيفا كان مقلب كبير من الميلان ..

شيفا لم يعد لديه ما يقدمه ..

كل هذا الكلام سيرد عليه شيفا في وقت ما وسأنتظر ذلك وسترون ..

وسيثبت بأن العله ليست شيفا وليست الاداره وانما طرف آخر سيتضح لاحقا ً ..

هذه بعض الامثله داخل المستطيل الاخظر ..

والامثله عديده جدا ً ولكني أختصرتها بهذين المثلين ..

هناك أمر آخر يتعلق بكورة القدم ولكن من ناحية أخرى ..

هو مكمل لمتعة المشاهدة خلف الشاشه ..

هو دائما ً ما يكون أما زائدا ً لحلاوة اللقاء أو مظهرا ً اللقاء ببرود ..

ولكنه دائما ً يبقى عمله نادره متى ما أبدع ..

بأختصار أنه المعلق الرياضي ..

بما أن القنوات العربيه تنقل الدوريات الاوربيه حصريا ً ..

أصبح لابد من مشاهدتها على تلك القنوات ..

وهذه القنوات لديها طواقم تعليق رائعه ..

ولكن أختار معلقين أثنين ..

أعتقد بأنهما الأفضل حاليا ً ..

الأول ..

يعلق الدوري الاسباني على ..

قناة الجزيرة الرياضية ..

المبدع القطري يوسف سيف ..

رنان بصوته الفريد ..

مبدع بوصفه الرائع ..

يحلي المباراه حتى لو كانت بارده ..

يتفاعل مع الكرات الحلوه ..

الثاني هو ..

يعلق الدوري الانجليزي على ..

راديو وتلفزيون العرب ART ..

البلبل التونسي عصام الشوالي ..

جميل في وصفه الشعري ..

رائع في دقة معلوماته ..

يعطيك طابع خاص وستايل خاص بعصام ..

اذا سمتعه مره ستدمن عليه عني ..

هذين المبدعين هم في نظري الافضل حاليا ً كمعلقين ..

وهم أكثر من يواجهه الانتقادات من قبل بعض المتابعين ..

هؤلاء المتابعين ..

لا يردون من يوسف سيف التغني ببرشلونه لأنه يحب الريال ..

وهناك من يطالب الشوالي بعدم الانجراف وراء عواطفه في التعليق على مباريات الليفربول ..

ولكني ألواقع يقول بأن هذين المعلقين يعلقان على الابداع ..

معلق مثل يوسف سيف يعلق مباريات البرشا حاليا ً ..

ويرى الابداع بأم عينه ماذا تريد منه أن يفعل ..

هل يصمت أو يقلل من جمال ما يحدث أمامه ..

بحق أنه يعلق بكل أمانه ..

وظهر ذلك جليا ً في هدف رونالدينهو على فياريال في لاليغا ..

الهدف الرائع الدبل كيك ..

والذي صرخ يوسف سيف كثيرا ً له ..

وطلب من المخرج الاعاده لجمال الهدف ولإيفائه حقه ..

كذلك الشوالي ..

لم يكن متعصبا ً عندما صرخ في مباراه برشلونه امام النادي المكسيكي ..

عندما قال :

لم أكن يوما ً ما محيزا ً الا للفرق والمنتخبات العربيه ..

ولكن اليوم سأكون متحيزا ً لهذه الكوره ..

يقصد كورة رونالدينهو والتي ضربت العارضة في آخر المباراه ..

والتي لعبها بطريقه مشابهه لهدف ماردونا أيام ما كان مع برشلونه ..

قال الشوالي سأكون متحيزا ً نعم كم تمنيت أن تدخل هذه الكوره المرمى ..

وهنا هل كان الشوالي يشجع البرشا أو يكره النادي المكسيكي لا طبعا ً ..

وانما معلق بأمانه ..

علق على الكوره بكل أمانه واعطى اللاعب والكوره حقها من الوصف الجميل ..

لأنها جميله أصلا ً ..

أذن هؤلاء المعلقين بشر لديهم عواطف وميول ..

ولكنهم يكبتونها أوقات المباريات لماذا ..

لكي نشاهد المباراه بجمال وتعبير ووصف رائع ..

فجزاؤهم يكون بالشكر وليس بالانتقاد والتهجم ..

أذن بين المدربين واللاعبين والمعلقين ..

يتضح جليا ً بأننا لم نصل لمرحله الانتقاد السليم الواقي البناء ..

يجب علينا ألا نحكم بعاطفه على أي شيء ..

ونبحث عن الاسباب وننتظر النتائج ومن ثم نحكم ..

لا نتسرع وهذا مستحيل لأنه معروف عنا بنو يعرب التسرع والعاطفه دائما ً ..

ولكن دعونا فقط نقلل منها لكي نتمتع بهذه الدربيات القويه ..

وينعكس ذلك أيجابا ً على دورياتنا العربيه ..

متى ما أصبحنا متفهمين منتقدين بدقه ستكون كرتنا العربيه بخير ..

أما اذا بقينا على العاطفه والتسرع سيسير العالم للأمام وسنسير للأسف للخلف ..

ربما أكون صائبنا ً وربما مخطئا ً وهذا ما تحددونه أخواني ..

لدي الكثير ولكني سأختصر ..

أتمنى أن أكون قد وفقت في السرد ولو أن الموضوع طويل ولكن تحملوني ..

هذا ما لدي .. عشاق الكافيه دمتم بألف خير ..