استطاع منتخبنا الوطني قهر المنتخب الياباني بتحقيقه فوز غالي و تاريخي بهدفين مقابل هدف واحد في سادس مباريات المنتخب المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014 في البرازيل ،، لينتقل مرة واحدة من المركز الأخير إلى المركز الثاني خلف المنتخب الياباني الذي أجل تأهله للجولات القادمة و ليعيد حسابات هذه المجموعة مرة أخرى ..
في هذا الموضوع سنتناول الجانب الفني و التكنيكي العالي الذي حققه اللاعبين في هذه المباراة و لنسلط الضوء على التفوق الذي أبداه لاعبينا على جملة من اللاعبين العالميين و المنظمين ضمن أندية أوروبية على مستوى عالي .. و سيكون فيه الحديث حسب مراكز اللاعبين و من ثم بعض الملاحظات على اسلوب اللعب ..

شفيع ،، مصدر الابداع و التألق وسر الفوز
طبق شفيع اليوم مقولة الحارس يساوي نصف الفريق عندما أبدى تألقا لافتا في هذه المباراة بفضل تصدياته الخيالية للكرات التي تلقاها ،، ناهيك عن تصديه لركلة الجزاء الصعبة و في وضعية يحسد عليها ،، استحق الحوت أن يكون الافضل خلال هذه المباراة و هو الذي لم يكتفي بهذا الدور فقد أبرز دوره القيادي من خلال قيادته لخط الدفاع و الوصول سوية لبر الامان .. شفيع استحق العلامة الكاملة عن كل جدارة و استحقاق ..
خط الدفاع ،، العشوائية و غياب الانسجام و تصحيح الوضعية
ظهر جليا خلال النصف ساعة الاولى من المباراة الوهن الدفاعي الكامل خصوصا من الجهة اليمنى التي كان يشغلها عدي زهران ،، و لعل عامل الخبرة كان عائقا امام اداء اللاعب خصوصا من الجانب الدفاعي و هذا ما لاحظناه من خلال اعتماد اللاعبين اليابانيين على هذه الجبهة بالعرضيات و الاختراقات التي كادت ان تكلفنا الكثير ،، فزهران كان كثير التقدم للامام و بطيء العودة للخلف للتغطية مما يستدعي ذهاب ابو هشهش لتغطية الجهة اليمنى و ترك مساحات واسعة في العمق الدفاعي مما ترك حرية اكبر للاعبين العمق الياباني بالولوج و تنويع الخيارات ..
على الجهة اليسرى أدى باسم فتحي أداء مميزا من الناحية الدفاعية و الهجومية كما جرت العادة ،، و كان مميزا بالاندفاعات البدنية و البناء الهجومي و العرضيات المتقنة و تبادل الكرات مع عدي الصيفي و سعيد مرجان و العودة السريعة للتغطية ..
قلبي الدفاع محمد مصطفى و انس بني ياسين كان واضح عليهم غياب الانسجام و التفاهم خصوصا بالتردد و غياب التجانس ما بينهم و بين لاعبي الارتكاز خصوصا باقتحامات المهاجمين اليابانيين القادمين من الخلف مما شكل عائقا امام تغطية اللاعبين و تحديد ادوارهم ..
تدارك الكابتن عدنان حمد الامر و تم تبديل عدي زهران قليل الخبرة و الدفع بعدنان عدوس كجناح ايمن و تم اعادة خليل بني عطية لمركزه الاساسي بالمنتخب كظهير ايمن ليعيد ترتيب خط الدفاع نوعا ما و قد ظهر تحسن نسبي على هذا الخط الذي ما زال يحتاج لبعض الترميمات و هو الخط الحساس الذي ينبغي ان يكون متجانس و منسجم اكثر من غيره من الخطوط خصوصا بالمباريات القادمة ..
خط الوسط ،، تنوع الادوار و التألق اللافت ..
افتقد خط الوسط الدفاعي للفاعلية المطلوبة و اقصد طبعا سعيد مرجان و شادي ابو هشهش بحيث كان كلا اللاعبين مكلفان بشكل أكبر بلعب دور مميز خصوصا من ناحية السرعة في قطع الكرات قبل تقدم اللاعبين اليابانيين و عدم الانتظار حتى وصول المساندين للمهاجمين اليابانيين من الخلف مما شكل ضغط كبير على قلبي الدفاع إلا في بعض الحالات التي نجح فيها كلا اللاعبين في قطع الكرات و البدأ في كرات عكسية كانت تشكل خطورة على المرمى الياباني ،، من الناحية الهجومية فقط اعتمد سعيد مرجان على الكرات الطويلة باتجاه الاطراف دون التحرك بالكرة كثيرا و هذا امر جيد في ظل التكتل الياباني في وسط الملعب ..
لم يكن هناك دور فعال هجومي بالنسبة لخليل بني عطية بالنصف ساعة الاولى من عمر المباراة و لعل التغيير الابرز بإعادته للخلف هي السمة البارزة في عودة تألق اللاعب خلال المباراة مع الدفع بعدنان عدوس الذي شكل جبهة قوية بانطلاقاته و السبرينتات السريعة التي قام بها خلال المرتدات في المناطق الخالية من ارضية الملعب و كذلك الحال على الجبهة اليسرى بالنسبة لنجم المباراة الاخر عدي الصيفي احد اكثر اللاعبين تحركا بالمباراة و هو برأيي كان المهاجم الوهمي الذي اعتمد عليه عدنان حمد باستلامه الكرة و جذب اكبر عدد من اللاعبين اليابانيين بتحركاته و اشغاله اكبر عدد من المدافعين بمهارة فردية يحسد عليها .. قبل ان يتم استبداله بعبد الله ذيب الذي لم يسعفه سيناريو المباراة لاثبات تواجده خصوصا بمزاياه الهجومية فاكتفى بشغل مركز الوسط الايسر المائل للدفاع حتى نهاية المباراة ..
الهجوم ،، أساتذة المرتدات ..
بالنسبة لعامر ذيب الذي لعب في مركز غير الذي اعتدنا عليه كصانع العاب خلف المهاجم الوحيد ( مركز حسن عبد الفتاح ) فقد ادى ما عليه و استطاع صناعة الهدفين الاول كان عن طريقة الركلة الركنية و الاخر من وضعية صعبة بتمريره الكرة باتجاه احمد هايل ،، الذيب كان قائدا حقيقيا على رقعة اللعب و بدا عليه علامات الارهاق فتم تبديله و الدفع بحمزة الدردور قبيل انتهاء اللقاء ..
الذيب شكل مع احمد هايل ثنائي هجومي جيد نوعا ما على الرغم من غياب الكثافة الهجومية الاردنية و الاخير كان مصدر قلق حقيقي بتحركاته بدون كرة مستفيدا من بنيته الجسدية الهائلة و تفوقه بالكرات الهوائية و اقتناص هدفي اكثر من رائع بمجهود فردي يدل على قدرات اللاعب التكنيكية ..
.: ملاحظات فنية :.
- من الناحية الدفاعية اعتمد المنتخب اليوم على طريقة man to man التي كادت ان تخدم المنتخب الياباني الذي كان يتحرك بأكبر عدد من اللاعبين داخل المناطق الاردنية و بالتالي تواجد تفوق عددي للمنتخب الياباني في ظل غياب العدد الكافي من المدافعين الاردنيين و بالتالي كان عليه الاعتماد على طريقة الدفاع الضاغط او ما يسمى بدفاع المنطقة خصوصا ان هناك عدد كبير من اللاعبي بامكانهم القيام بالادوار الدفاعية ..
- قلبي الدفاع انس بني ياسين و محمد مصطفى لم يكونان موفقان بتغطية الكثير من الهجمات و بكسر مصيدة التسلل و كانوا بحاجة للاستعانة بشادي ابو هشهش و سعيد مرجان احيانا ،، كذلك الجبهة اليمنى سرعان ما انكشفت و لكن حمد كان اذكى من زاكيروني و تدارك الامر قبل تفاقم المشكلة ..
- باسم فتحي يثبت مرة أخرى انه مدافع " فل أوبشن " فقد أدى دورين معا الدفاعي باغلاق المنفذ الايسر و الانطلاق بالهجمات عبر الكرات الطولية ..
- عدنان حمد اعاد اكتشاف خليل بني عطية خلال اللقاء و حوله من جناح ايمن تائه بالملعب الى ظهير ايمن مميز ،، أعاد بعض القوة للجانب الدفاعي ..
- مركز المحور الدفاعي CDM ما زال احتاج إعادة نظر خصوصا بتوزيع الادوار الدفاعية و الهجومية ،، و تكليف لاعب بالتقدم للأمام في الحالات الهجومية و لربما سعيد مرجان بامكانه شغل هذا الواجب ..
- الرجل المناسب في المكان المناسب في الوقت المناسب ،، هو العنوان الابرز لعدنان عدوس ،، لاعب جناح ايمن مثالي للغاية بانطلاقاته و انسجامه السريع مع اللاعبين ناهيك عن سرعته بالارتداد للدفاع و هذا ما يحتاجه المنتخب في مباريات كهذه ..
- تبديل عدي الصيفي عليه علامات استفهام ،، لاعب شغل دفاع اليابان بأكمله و استخدم اسلوب السحب ،، خرج و لم يكن مصابا و كان بامكانه تقديم المزيد ،، مجرد وجهة نظر ..
- بطريقة 4-2-3-1 انت لست بحاجة لمهاجم آخر ،، فأنت تملك احمد هايل ..
- المنتخب يقدم دروسا مجانية في كيفية استغلال المرتدات لكل من اراد الاستفادة .. كيف تهاجم بأقل عدد من اللاعبين و تحرز الاهداف من استخدام خاصية التمركز و التحرك بدون كرة ..
ثائر صوالحة