من ذاكرة المنتخب : "طابيللو" رحمه الله يتعرى لتحصيل الحقوق!!
آخر
الصفحة
اعشق ترابك طرابلس
  • المشاركات: 2025
    نقاط التميز: 7382
مشجع دائم لمنتخب الوطن
مشجع طرابلسي
مشجع نادي الإجتماعي
اعشق ترابك طرابلس
مشجع دائم لمنتخب الوطن
مشجع طرابلسي
مشجع نادي الإجتماعي
المشاركات: 2025
نقاط التميز: 7382
معدل المشاركات يوميا: 0.4
الأيام منذ الإنضمام: 4873
  • 23:16 - 2015/08/22

ختمرت الفكرة في ذهنه في ثوانٍ معدودات، ولم يحتج إلى وقت طويل ليخطط ماذا يفعل، حين طلب منه زملاؤه في منتخب كرة القدم مساعدتهم للحصول على المكافآت النقدية، التي وعدهم بها الأمين العام للاتحاد جوزف نلبنديان في بيروت قبل السفر إلى الخارج. وكان نلبنديان رئيساً للبعثة، ويتطلع لإبراز وجه لبنان المشرف لكرة القدم.
تمَّ الاجتماع في قاعة «اللوبي» في الفندق، واقتصر على اللاعبين فقط من دون أي إداري، وكاد أن يكون سرياً لو لم يكن محض صدفة، ولعل اللاعبين في المنتخب كانوا يثقون بزميلهم محيي الدين عيتاني «طابللو» صاحب الروح الظريفة والمقالب الطريفة، فأطلعوه على مكنون صدورهم، وأنهم يخشون أن تمضي مبارياتهم، ويعودوا إلى بيروت، وتشم رائحة وعود نلبنديان الكمون ويطويها النسيان، وهل أجمل من ان ينال اللاعب المكافأة حتى قبل أن يجف عرقه؟!
وطمأن طابللو زملاءه بأن المكافأة سوف تصلهم لا محالة، وانه قادر بطريقته الخاصة على إقناع نلبنديان بالدفع عن ملء إرادته.
إنفض الاجتماع النهاري، وذهب كل إلى غرفته، والكل ينتظر ماذا سيفعل طابللو؟ وكيف صارت الثقة والعلاقة وطيدة بين الأمين العام واللاعب؟
وما أن وصل طابللو إلى غرفته حتى نزع ثيابه قطعة قطعة، وبات عارياً حتى من ورقة التين و«كما خلقتني يا رب»، وتوجّه إلى الشرفة المطلّة على الشارع العام، وهو في أحد الطوابق السفلية، وكان طبيعياً أن يلفت منظره المارة الذين تجمهروا وعلت صيحاتهم استنكاراً لما يروه جهاراً، ودخل بعضهم لمقابلة مدير الفندق الذي خرج معهم ورأى بأم العين طابللو مزهواً بعريه. وتوجّه مدير الفندق إلى غرفة رئيس البعثة نلبنديان، وشرح له بسرعة وعصبية ما شاهده، ووصف له شكل اللاعب: قصير... وشعره كثيف أسود، أما باقي الأعضاء والمواصفات فلا يستطيع وصفها.
وبرقت الفكرة في رأس نلبنديان، ووعد مدير الفندق بالتدخّل الحاسم والقوي، وأنه سيحل المشكلة بأقل من دقيقة واحدة، وأخذ سماعة الهاتف وطلب طابللو في غرفته قائلاً له: «دخيل عرضك.. المصاري بإيدي وأنا طالع لعندك». وشاهد موظفو الفندق نلبنديان يهرع كمن أصابه مس من الشيطان، وتعلو وجهه علامات الصرامة والرغبة في الانتقام، كالأسد الذي سيلتهم فريسته.
لم يحتج نلبنديان إلى طرق باب الغرفة، لأنه وجده مفتوحاً، فاقتحم الغرفة وهو يقول: «طابللو أعطيني إيدك أبوسها، بس ألبس الثياب، وحاجي جرصة». ورد طابللو: «وين المصاري بارون؟». فقال: «سأعطيك إياها فوراً، وحتى لجميع زملائك لتوزعها بينهم فرداً فرداً».
وأخذ طابللو جميع المكافآت المطلوبة، وقدّم اللاعبون أحلى عروضهم، لشعورهم بالراحة النفسية بعد قبضهم الأموال من يد طابللو.
هكذا كان الراحل طابللو، الذي ودّع البسيطة منذ أيام لينعم في دار السلام، وعرفه جميع من شاهده لاعباً مع النجمة والراسينغ والمنتخب بمستواه الفني الرفيع، وهضامته وروحه المرحة. رحم الله محيي الدين عيتاني فقد كان من أفضل النجوم الذين أنجبتهم الملاعب اللبنانية كلاعب ظهير فذ لا يتكرر.

اللواء 22-8-2015

 من ذاكرة المنتخب : "طابيللو" رحمه الله يتعرى لتحصيل الحقوق!!
بداية
الصفحة