لاعب في البال

 بدأ حياته الكروية في الصفاء وأنهاها في المبرة وكان مثالاً للعطاء والأخلاق
نبيه الجردي اللاعب المتألق دائماً في المباريات ضد النجمة والأنصار
وأجمل أهدافه كلاعب بصفوف المبرة في مرمى التضامن صور 2003

	نبيه الجردي أيام العز

كان نبيه الجردي الموسم الماضي اللاعب المخضرم الأقدم في الملاعب، وعلى رغم اقترابه من الأربعين، فكان أنشط لاعبي فريقه المبرة، بل أحد أفضل المدافعين اللبنانيين، وإذا قرر الجردي الاعتزال نهائياً كلاعب هذا الموسم، فإنه سيتحول الى مجال التدريب، وبالتأكيد يملك الجردي خبرة واسعة في كيفية التعامل مع اللاعبين، وهو الذي حافظ على لياقته، وكان قادراً على تسجيل الاهداف، علماً أنه كان يشغل مركز الظهير الأيمن·

يملك الجردي أسلوب "السهل الممتنع" في اللعب، وهو ينجح في التقدم بعد محاورة اللاعبين المنافسين بطريقة استعراضية جميلة، ويمرر الكرات الأمامية والعرضية الخطرة، مما يدل على أنه لاعب يندر أن يتكرر مثله في الملاعب اللبنانية·

بدأ الجردي حياته الكروية ناشئاً في نادي الصفاء القريب من منزله، وعرف كيف يثبّت قدميه في هذا النادي العريق أوائل الحرب اللبنانية العبثية، ووجد الطريق مفتوحاً في وجهه للوصول الي محطات الشهرة·

والواضح أن الجردي كان من اللاعبين القلائل الذين حققوا طموحهم في الملاعب، اذ نال الشهرة باكراً في زمن الحرب، وبقي ردحاً طويلاً بعد الحرب ليلعب مع أربعة أجيال من اللاعبين ويمدهم بخبرته الواسعة، كما دافع عن ألوان المنتخبات الوطنية حتى شاء ان يروي نهمه منها، ويمتنع عن الاستمرار على رغم النداءات العديدة له بالمتابعة، وكان الجردي من بين القلائل الذين نادوا بإطلاق حرية اللاعبين وعدم استرقاقهم في أنديتهم لمجرد التوقيع على الكشوف، أو المتاجرة بهم لجني المال، وهم ليسوا سوى هواة·

ونادى الجردي مراراً بالتحول الى الاحتراف الذي يؤمّن للاعب مستقبله الحياتي ومستقبل عائلته، واعترف أن ادارات النوادي تأخذ من اللاعبين عصارة شبابهم وعطائهم من باب اعطائهم المكافآت التي لا تسمن، وتترك أي لاعب مصاب نهباً للضياع والمعاناة· أو يكون هدفاً لانتقام المدرب اذا ما طالب ببعض حقوقه أو دافع عن كرامته· ورأى أن هذا من عيوب الكرة اللبنانية ولا بد من التخلص منه لتخليص شريحة رياضية كبيرة من الظلم والهوان·

بدأ الجردي حياته الكروية وهو في العاشرة وكان يداعب "الساحرة المستديرة" على ملعب الصفاء الأخضر، وكان يشرف عليه فادي صعب الذي لمس فيه خامة جيدة يمكن صقلها وكشف بريقها، وطلب صعب من المسؤولين الفنيين في نادي الصفاء رعاية هذا اللاعب الناشئ وإتاحة الفرصة له للتدرب مع الفريق الأول، فكان الأصغر سناً في الفريق الأول، وكسب الاحتكاك مع الكبار ومنهم الكابتن الخلوق غسان أبو دياب·

خاض الجردي مباراته الأولى مع الصفاء في الدرجة الأولى عام 1986 في نطاق دورة كأس الأضحى التي أطلقها نادي الصفاء لجمع ألوية الفرق اللبنانية في ظل الحرب الأهلية القاسية، وحين كادت الكرة اللبنانية ان تندثر لولا هذه الدورة ودورة 16 آذار، في ظل غياب البطولات الرسمية· وكانت مباراته الأولى في الدرجة الأولى ضد التضامن بيروت·

وشارك الجردي بعدها في البطولات الرسمية بعدما نظم الاتحاد اللبناني صفوفه وانضم الى المنتخب الوطني عام 1987 وكانت المباراة الدولية الأولى ضد سوريا في دمشق ضمن التصفيات التمهيدية لكأس العرب عام 1988، ثم لعب ضد الاردن وخسر لبنان 1 - 2، ولعب الجردي 45 مباراة دولية منها في كوريا عام 1993 ضد كوريا الجنوبية التي خسرها لبنان 0 - 2، ويفخر الجردي بالمشاركة في مباريات تصفيات كأس العالم على ملعب برج حمود عام 1993، وبدورة الألعاب الآسيوية في تايلند، وآثر التوقف عن اللعب دولياً ما بين 1993 و1998، ولعب بعد عودته في دورة الالعاب الآسيوية في تايلند عام 98، وكأس العرب في قطر، ثم في كأس العرب في الاردن عام 1999 ليتوقف مجدداً لأسباب شخصية، وسجل هدفاً دولياً واحداً في مرمى كازاخستان عام 1998 ·

لعب الجردي مباريات محلية كثيرة كان فيها النجم المتألق، وكان أكثر ما يتألق حين يلعب ضد النجمة والانصار وسط الجمهور الكبير، وعرف كيف يحافظ على توازنه بحرصه على المواظبة على التمارين، وكان لا يستهين بأي لاعب منافس على رغم نجوميته العالية· وسجل أجمل أهدافه المحلية في مرمى التضامن صور مع المبرة عام 2003 ·

البطاقة

" الاسم: نبيه الجردي· " مواليد: 1967/5/9 · " الطول: 172 سنتم· " الوزن: 67 كلغ· " اللعبة: كرة القدم· " النادي: الصفاء ثم المبرة· " لاعبه المفضل: موسى حجيج محلياً، ونواف التمياط عربياً، وزين الدين زيدان عالمياً· " ناديه المفضل: الزمالك القاهري عربياً، وريال مدريد الاسباني عالمياً·

اللواء الرياضي