يوم أمس تم في الفيفا التوصية بتوزيع العدد الجديد 48 لمقاعد كأس العالم  على القارات الست .

وكان من نصيب اسيا ثمانية مقاعد كاملة .

قد يبدو الخبر لأول وهلة مفرحا لنا كأردنيين .. سبق وأن نافسنا الاوروغواي على المقعد (الاسيوي/ امريكي جنوبي)  الخامس .. هذا يعني ان ثمانية مقاعد ستكون اكثر من كافية لطموحنا الأزلي ..

لكن للأسف هذا ليس صحيحا .. !

البحرين وصلت لمرتين ملحقين دوليين و الان لم تفلح في الوصول حتى للدور الحاسم .. تاريخك في التصفيات لا يشفع لك .. هولندا مثال حي ايضا.

اولا وقبل كل شيء هل من المبكر جدا الحديث عن كأس العالم 2026 .. شخصيا أرى ان التخطيط لهذا المونديال  كهدف استراتيجي هو اهم من

 التخطيط لمونديال قطر . 

هل زيادة المقاعد الى ثمانية ستمنحنا فرصة أكبر للوصول للمونديال ؟

الجواب يعتمد على حقائق عدة لا بد من التفكير فيها أولا .. 

اولا : هذه الفرصة ( ثمانية مقاعد) متاحة لجميع دول القارة .. الكعكة متاحة للجميع و سيكون القتال ضاريا للحصول على حصة منها.

ثانيا : ليس المسألة ما هو وضعك الآن ، بل السؤال كيف سيكون وضعك قبل بدء تصفيات 2026 .. من الان و حتى الموعد المتوقع لبدئها في 2023 ستكون قد مرت ست سنوات تخللتها بطولتي كأس اسيا و بطولتي كأس عالم مع تصفياتهما ، (كوعنا) في تصفيات 2018 نعم لكن لازال امامنا تصفيات قارية لثلاث بطولات لنحدد اين سنكون بالضبط في لحظة بدء السباق لموتديال 2026 !

ثالثا: بالحقائق شبه المجردة المقاعد الاربعة الأولى محجوزة للرباعي الكبير ..  اليابان ، كوريا ج ، ايران ، وأستراليا .. رباعي دائم الوصول للموتديال و هذه الفرق لا تتأثر بالسنوات بل على العكس تزداد تألقا .. لديهم برامج و خطط لعشر سنوات و عشرين سنة لقدام و لا خوف عليهم .

اذن يتبقى أربعة مقاعد ، سيتنافس عليها بضراوة كل من :

1- السعودية :  بطل تاريخي للقارة يعود بثوب متجدد و تقريبا ضمن الوصول لروسيا، و غالبا سيكون في قطر ايضا .. لديه لاعبون دوليون صغار وخطة عمل تعلمت من درس الكبوة القاسية في الفترة الماضية 

2-الصين : حاليا أكبر مستثمر في كرة القدم في العالم ، يكفي لديهم ليبي و اريكسون و نجوم من الصفوة في اوروبا. منتخبهم القادم بعد ست سنوات  لن يستهان به 

3- أوزباكستان  : من أفضل منتخبات القارة بطريقة اللعب الأوروبية ، و لديهم منتخب تحت سن 23 قوي ومنافس)

4-الإمارات : عموري لا زال قادرا على العطاء لسبع سنوات. منتخب قوي رغم الإخفاق الحالي.  بطل اسيا للشباب سيكون له شأن بالتأكيد. 

5- قطر : منتخب سيكون قد خرج للتو من مونديال اقيم على أرضه ، من الصعب التكهن بهويته .. لديهم اكرم عفيف محترف في اسبانيا و منتخب شباب مميز ، لكن الامر  سيعتمد غالبا على من سيجنسون وكم لاعبا سيجنسون . من الواضح ان قرار تجنيس المواهب لديهم لا رجعة عنه فالوقت اصبح ضيقا.

6- كوريا الشمالية : منتخب لديه فئات سنية من الافضل في القارة ، و سبق ان وصل للمونديال  من الصعب اجتيازه.

7 - 10 الثلاثي سوريا ، عمان ، البحرين : ليسوا أفضل منا ، لكن بنفس الوقت فرصهم لا تقل عن فرصتنا .. 

من هذه الفرق العشرة عليك ان تجتاز على الأقل سبعة منها كي تصل لبطاقة مؤهلة للمونديال .. ! 

طبعا حظوظك في القرعة قد تلعب دورا ما .. لكنها مهمة  صعبة  بلا شك .. كانت صعبة و لا زالت صعبة ،

لو لا زال لدينا منتخب 2013  وعدنان حمد او حسام حسن ، كنت سأقول مبروك التأهل .. لكن جيلنا الذهبي تقريبا انتهى .. جيل مونديال كندا و

زملاؤهم قد لا يتكرر بسهولة .. ومن المطلوب اعادة تكوين ذلك الجيل الآن :

لاعبون مثل موسى التعمري ، محمود مرضي، خالد الدردور ، ابراهيم الخب،  جبر خطاب ، العيساوي هؤلاء نواة منتخب الأردن القادم في 2023

منذر ابو عمارة و حمزة الدرور ان حافظوا على لياقتهم سيكونون لاعبي الخبرة آنذاك بلا شك ، لكن الأهم من ذلك أن ننتج لاعبين جددا : 

اولا - عامر شفيع جديد، من الصعب ان نجد حارسا  موهوبا مثله ، لكن المانيا اثبتت ان صناعة حارس عظيم ممكنة.  فلصنع واحدا اذن .

ثانيا - منتخب شباب 19 عام موندياليا جديدا ، بلا تدخين ، تماما مثل منتخب 2007 .  فعلناها مرة ، فلندرس اسباب نجاح تلك الخطوة و نكررها حرفيا ان لزم الأمر .

ثالثا - دوري قوي ، من العبث التفكير  بمحاولة خلق منتخب قوي بدون دوري قوي و أندية قوية . هنا المسؤولية مشتركة و تحتاج لإدارة حكيمة من الجميع ، و بالتأكيد دعما حكوميا ينفق في مكانه الصحيح.

الموضوع ليس سهلا بلا شك ..

كان التأهل صعبا باربعة مقاعد و سيكون لا يزال صعبا بثمانية مقاعد..

لكن  الأهم - أنه ممكن .. !

عذرا للإطالة .