| كان مدرب منتخب فرنسا، ديدييه ديشامب، اليوم الأحد على ملعب لوسيل شمال الدوحة، قاب قوسين أو أدنى من أن يدخل التاريخ. لكن ركلات "الحظ" الترجيحية أمام أرجنتين ليونيل ميسي (3-3 في الوقتين الأصلي والإضافي)، حرمته من أن يصبح ثاني مدرب فقط في تاريخ كأس العالم يتوج باللقب مرتين. وقد تحوّل مشوار فرنسا في نهائيات كأس العالم هذه إلى انتصار لديشامب بالذات، إذ أنه بوصوله إلى النهائي للمرة الثانية تواليا، حقق فوزا أوليا على أولئك الذين اعتبروا أنه بقي طويلا في منصبه. لكن ميسي ورفاقه حرموه من التتويج في النهاية، ومن أن يكون أيضا أول مدرب يفوز باللقب مرتين، منذ المدرّب الإيطالي الداهية فيتوريو بوتسو في الثلاثينيات. مسيرة تاريخية وبات "العتّال" أو "حامل المياه" كما استخف به يوما مواطنه، النجم السابق إريك كانتونا، صاحب دور محوريّ في مركز لاعب الوسط الدفاعي مع "الديوك"، ليقودهم إلى لقب مونديال 1998 كلاعب. وعُيِّن ديشامب مدربا للمنتخب الفرنسي، على أنقاض الفشل في مونديال جنوب إفريقيا 2010، وبعد الاستغناء عن خدمات لوران بلان الذي أمضى عامين مع "الديوك". وقاد ديشامب منتخب بلاده إلى القمة، بالتتويج العالمي الثاني في مونديال روسيا 2018 على حساب كرواتيا (4-2)، عقب خسارة نهائي كأس أمم أوروبا 2016 على أرضه أمام البرتغال (0-1). لكن منذ الفوز بلقب كأس العالم تراجعت نتائج فرنسا، مع إقصاء فجائي من ثمن نهائي كأس يورو 2020 أمام سويسرا (5-4 بركلات الترجيح بعد التعادل 3-3 في الوقتين الأصلي والإضافي)، رغم عودة كريم بنزيما من العزلة الدولية. لكن المفارقة اليوم في موضوع بنزيما غريبة بعض الشيء، فالبطولتان الوحيدتان اللتان لم يصل فيهما ديشامب إلى النهائي كمدرّب (مونديال 2014 وكأس أوروبا 2020)، شهدتا وجود نجم ريال مدريد الإسباني في التشكيلة. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن، هو أين ستذهب الأمور مع ديشامب؟ فهل سيبقى في منصبه أم سيتخذ قرار الرحيل والبحث عن تحدٍ آخر، أو ربما الاستراحة لبعض الوقت؟  |
|