يعد أمرا ً صعبا ً عندما يتفشى في مجتمع ما ، لأن علاجه فكري وكما يقول العلماء العلاج الفكري أصعب بكثير من العلاج البدني .
نعم هو ذلك إنه هو الانحراف المقصود والمتعمد عن عين الحقيقه والنظر للأمور بنظره واحده فقط لا يغيرها أية عوامل ولا يتحكم بها أية متغيرات .
نعم إنه مبدأ الانتقاد وليس النقد وهو ما يستخدمه البعض في التهجم على شخص الكاتب لسبب أنه تعرض بالنقد لمنتخبهم أو ناديهم أو نجمهم المفضل .
بينما ينسون أو يتناسون بأن النقد حق مشروع لأي كاتب لأنه يرى خللا ً ويحاول من خلال نقده أن يكتشفه وليس بالضرورة أن يكون هنالك في نقده علاج لهذا الخلل فالعلاج والحل يأتي من الذين يحيطون بهذا الأمر أن كان لاعبا ً فمن مدربه وأدارة ناديه وما إلى ذلك .
لذلك على كل ناقد أن يكشف لنا عن أي خلل أو أية عيوب أو أي مشاكل داخليه أو خارجيه يراها من وجهة نظره سببا ً في أنخفاض مستوى أو ما إلى ذلك ، وعلى المسئولين أن يحلوا هذا الخلل فليس الناقد مجبرا ً على الحل ولكن بأمكانه وضع الحلول في حدود نظرته وربما يتقبل وربما لا تتقبل وكذلك الحال مع نقده ولكن يجب أن يكون التقبل وعدم التقبل بلباقه وأدب وثقافه رد .
ولكن مشكلة البعض من أصحاب الانتقاد هي عدم التقبل وعدم الاستماع بالكليه لمبدأ النقد وتجييره إلى تعدي على شخص المنتقد الذين يرون بأنه لا يمس وأن من ينتقده ماهو إلى ناقم عليه أو حاقد أو ذو مصالح شخصيه أخرى .
ومع مرور الزمن يتبلور لديهم التفكير الخاطيء وهو أن كل نقد تهجم وكل كشف عيوب محاوله تصغير شأن ويتجاهلون بأن النقد البناء هو أول أبواب النجاح والسير في الطريق الصحيح .
ومن بعض صور الانتقاد التعرض لشخص الكاتب وليس مضمون المكتوب ، وهذا خطأ فاللذي يتحدث هو قلم الكاتب ويجب الرد على قلم الكاتب وليس على شخص الكاتب فالتعدي على شخص الكاتب هو مسأله شخصيه والنقد مسأله ثقافيه .
هذا التهجم على شخص الكاتب هو محاوله لإخضاعه إلى رأي محدد من قبل المتهجم ويكون ذلك بعده طرق وهذا ما يسمى فعليا ً بقانون أن لم تكن معي فأنت ضدي وهذا خاطيء ، فإختلاف الأراء شيء صحي فدائما ً نسمع بأن إختلاف الرأي لا يفسد للود قضية .
من صور أختلاف الرأي هو النقد البناء والذي يعتبر أول طرق البناء الصحيح الناجح ، أيضا ً حرية الرأي حق مشروع لأي كاتب طالما أنه لم يتعرض لمن يتحدث حوله بإسائة شخصيه أو كلمات نابيه خارجه عن نطاق الادب والذوق العام .
يجب أن نتفهم معنى النقد البناء ونبتعد عن الانتقاد اللاذع لشخص الكاتب وهذا الامر أنتشر بكثره مؤخرا ً فلنبتعد عن نطاق أن لم تكن معي فأنت ضدي ولنتحاور بثقافة عاليه يحكمها العقل وتغلفها الأخلاق وكل الطرق المؤدية إليها تكون فكريه صحيحه وعلى أساس البناء .
أنا هنا لا أدافع عن الناقد ولا أقف ضد المنتقد ولكنني أتمنى أن يكون هناك مساحه واسعه من حرية الرأي و أن نتحاور بردود ثقافيه عاليه على مضمون حبر الأقلام وليس على شخص محرك هذه الاقلام .
لن نصبح ذلك المجتمع المتفاهم جدا ً ، ولكننا نتمنى أن يصبح الأغلبيه لدينا ناضجه فكريا ً ومع مرور الوقت ومع تبادل النقاش والخبرات والردود الثقافيه المملئوه بالجمال الفكري سنسير على الطريق الصحيح .
، أما أن أستمرينا في مرحله جماعات الظغط بالرأي التي أصبحت تخيف اي كاتب عن أنتقاد أي لاعب أو نادي ينتمي إلى مشجعيه هذه الجماعات فلن نتحلى بثقافه رد أبدا ً ، ولن يكون هناك تبادل آراء وطرح نقاشات بل سيكون هناك حرب ضروس بين مدافعين بعاطفه جياشه وناقد لا يملك سوى حبر قلمه .
حكمه :
النقد أول طرق النجاح وإختلاف الرأي لا يفسد للود قضية .
بقلم / محسن الفهادي |