يوم أمس تابعت لقاء ناديي الشرطة والكهرباء واعترف بأني لست مشاهدا جيدا لمباريات الدوري العراقي بسبب رتابة اللعب الذي اعتادت الاندية العراقية عليه لسنوات طويلة، والذي يفتقد للمسات الفنية العالية او اللعب الجماعي وكذلك من الأمور المنفرة للمشاهدين كثرة توقفات المباريات لسبب او لآخر وفي هذا دلالة على ضعف الاعداد البدني للاندية العراقية، وبرغم تعاقب المدربين الكبار مثل ايوب اديشو او باسم قاسم او حسن أحمد إلا ان اغلب الاندية تلعب بذات اللعب الرتيب والعقيم والذي يعتمد الكرات الطويلة، ولم تتطور هذه الأندية برغم المليارات التي تدخل خزائنها، والتعاقدات مع الشرق والغرب إلا أنها هذه الأندية بقيت على حالها من الفوضى الكروية.
بعد متابعتي لمباراة الشرطة والكهرباء تيقنت أن رياح التغيير هبت على دورينا العراقي، فلأول مرة من عدة عقود استمتعت بمباراة في الدوري العراقي، فقد رأيت فيها حالات فنية جميلة وعدم تصنع الوقوع واللعب على الأرض والهجوم متنوع فتارة من الأطراف وأخرى من العمق، والمباراة كانت سجالا هجمة بهجمة حتى حسمها الشرطة بفارق الخبرة التي لديه ولدى مدربه المصري.
أود أن اسجلت اعجابي وامتناني لنادي الكهرباء الذي لعب كرة حديثة فعلا حيث المناولات قصيرة وسريعة وأرضية وكثير منها كانت بلمسة واحدة، وأشكر مدرب الفريق لؤي صلاح والذي مثل لنا نموذجا من المدربين الشباب القادمين بقوة والمتسلحين بقواعد التدريب الحديثة والأفكار الإيجابية فصنع لنا فريقًا كبيرا تفوق فيه على كثير من انديتنا العريقة، واليوم ذكر مدرب نادي الشرطة مؤمل سليمان بأن لؤي صلاح هو أفضل مدرب عراقي حالي، وفعلا هو افضل مدرب حالي من المحليين واعتقد انه تنتظره ايام متميزة مستقبلا مع فرق من داخل العراق وخارجه.
واكرر شكري لناديي الشرطة والكهرباء على هذه المباراة الممتعة بكل تفاصيلها والتي بثت فينا روح الأمل نحو تطور كروي عراقي آتٍ بلا أدنى شك، لكن بعد أن يتخلص الدوري العراقي من اغلب المدربين المحليين والذين جربوا لعشرات المرات وبدون أي فائدة تذكر، يجب ان نبحث عن مدربين سواء عراقيين شباب أو عرب أو أجانب قادرين على تطوير الاندية العراقية كما فعل مؤمل سليمان مع الشرطة ولؤي صلاح مع الكهرباء...والقادم افضل بإذن الله.