أنهى منتخبنا الوطني معسكرا تدريبيا في قطر تخللته ثلاث مباريات تم بث اثنتين منهما تلفزيونيا، احداهما أمام زينيت الروسي والأخرى أمام أوزبكستان.
هذا البث مكننا من متابعة أداء المنتخب وأداء اللاعبين الجدد الذين تم استدعاؤهم.
الهدف من المعسكر كان تجربة وتجهيز عناصر جديدة يمكن الاعتماد عليها في المباريات الرسمية اما كأساسيين أو كبدلاء أقوياء يلعبون أدوارا حقيقية.
بناء على متابعتي للمباراتين اللتين تم بثهما، أستطيع القول ان هذا الهدف قد تحقق بشكل كبير.
فقد أبرزت هذه المباريات لاعبين جددا قدموا مستويات جيدة في خطي الدفاع والوسط ويمكن الاعتماد عليهم في المباريات الرسمية كأساسيين أو بدلاء أقوياء.
أما في خط الهجوم فلم يبرز أي لاعب يمكن الاعتماد عليه في المباريات الرسمية.
وهذا الحكم على أداء اللاعبين منسجم مع أداء المنتخب في المباراتين اللتين شاهدناهما.
فمن الناحية الدفاعية، كان أداء منتخبنا جيدا ولم يدخل مرماه سوى هدفين في ثلاث مباريات قوية.
و ظهر أبو الذهب وأبو الجزر بمستوى جيد يجعلهما خيارين ممتازين يمكن الاعتماد عليهما في المباريات الرسمية.
كذلك ظهر سعد الروسان و ورد البري بمستوى معقول يجعلهما من خيارات المدرب.
الحجبي للاسف لم أشاهده الا لدقائق محدودة قبل الاصابة، وأتمنى له السلامة والعودة السريعة.
أما في خط الوسط فقد كان منتخبنا جيدا جدا في تناقل الكرة وتفوق على خصمين قويين في الاستحواذ.
وبرز خالد زكريا بمستوى مميز يؤهله لدخول التشكيلة الأساسية في المباريات الرسمية بديلا للروابدة المصاب.
خالد زكريا كان -من وجهة نظري- أبرز نجوم منتخبنا في هاتين المباراتين الوديتين.
وكذلك قدم عامر جاموس مستوى جيدا يجعله أحد الخيارات القوية للمدرب في خط الوسط.
أما هجوميا، فكان أداء منتخبنا سيئا جدا. وهدف منتخبنا الوحيد في المباريات الثلاث سجله مدافع من ركلة ركنية.
أي أن خط هجومنا فشل في تسجيل أي هدف.
وحتى على مستوى الخطورة وصناعة الفرص، فقد كان خط هجومنا حملا وديعا ولم يصنع سوى عدد محدود من فرص التسجيل.
وهذا يعني أن المعسكر لم يفرز أي لاعب يمكن أن يكون بديلا مقنعا لواحد من ثلاثي الهجوم الأساسي الممثل بالتعمري والنعيمات وعلوان.
العرسان كان أفضل الموجود بتحركاته ومحاولاته ولكن مستواه أقل بكثير من مستوى التعمري وعلوان من حيث الخطورة على مرمى الخصم.
أحمد العواودة أظهر قدرات جيدة وبذل مجهودا يشكر عليه، ولكنه لم يظهر بالخطورة الكافية التي تجعله خيارا يمكن الاعتماد عليه في المباريات الرسمية.
محمد الناصر ظهر بمستوى هزيل مهاريا وبدنيا. اذ انه فشل في السيطرة على معظم الكرات التي وصلته لانه لا يتقن مهارة استقبال الكرة وهي من ابسط اساسيات كرة القدم.
كما أن الناصر فشل في معظم الصراعات الثنائية مع مدافعي الخصم و كان يسقط أرضا عندما يتعرض للضغط.
العكش لم يقدم أي شيئ يؤهله لدخول القائمة الرسمية كرأس حربة دولي.
واضح أن العكش مهاجم محلي فقط. وهذا الحكم ليس مبنيا فقط على هذه المشاركة بل أيضا على ادائه المتواضع مع الفيصلي في المشاركات الخارجية.
ونفس الحكم ينطبق على كلبونة الذي لم أشاهده الا لدقائق محدودة في هاتين المباراتين، ولكنني شاهدته مع الفيصلي والمنتخب الأولمبي.
كلبونة يمتلك القوة والسرعة وقدرات جيدة في التسديد، ولكنه لا يجيد المراوغة والتخلص من المدافعين، وهذا يقلل من خطورته بشكل كبير على المستوى الدولي.
مهند سمرين لاعب موهوب كان من الممكن أن يظهر بمستوى جيد في خط الهجوم، ولكنه للاسف اصيب بعد نزوله بفترة بسيطة، ونتمنى له الشفاء العاجل والعودة السريعة.
باختصار، دفاعنا بخير ووسطنا بخير، ولكن هذا المعسكر لم يفرز أي بدلاء مقنعين لثلاثي الهجوم الأساسي.