..
الأهلي .. الكيان أولاً وأخيراً في عالم كرة القدم، قد تتغير الإدارات، وتتعاقب الأجهزة الفنية، ويرحل اللاعبون، لكن يبقى الكيان هو الثابت،
هو الجوهر الذي يلتف حوله الجميع، هو الأهلي.
لا شك أن الجماهير تملك شغفاً جارفاً تجاه الفريق، فتدعم حينما يكون في أوج تألقه، وتنتقد عندما يتراجع أداؤه،
لكن المشكلة تبدأ حين يتحول النقد إلى اصطفاف مبالغ فيه مع طرف على حساب الكيان، سواء كان ذلك الإدارة، أو المدرب، أو اللاعبين.
المدرب يتغير، الكيان يبقى من الخطأ حصر نجاح أو فشل الأهلي في شخص المدرب، سواء كان يايسلة أو أي مدرب آخر.
لا يمكن أن يكون المدرب وحده مسؤولاً عن النتائج، كما لا ينبغي أن يُمنح حصانة مطلقة من النقد.
كرة القدم منظومة متكاملة، والجميع فيها يتحمل مسؤولية النجاح أو الإخفاق.
الإدارة.. قراراتها لا تعني العصمة الإدارة تلعب دوراً محورياً في بناء الفريق واستقراره، لكن هذا لا يعني أنها فوق النقد،
فكما نثني على قراراتها الصائبة، يجب أن نناقش قراراتها الخاطئة بعقلانية وموضوعية،
لأن الهدف هو تصحيح المسار وليس الهجوم لأجل الهجوم.
اللاعبون.. الأداء هو الفيصل حب الجماهير للاعبين لا يعني التغاضي عن الأخطاء، فالانتماء للأهلي يتطلب من كل لاعب تقديم كل ما لديه على أرض الملعب،
وليس مجرد التمتع بشعبية جماهيرية. الأداء وحده هو المقياس، ومن يرتدي شعار الأهلي يجب أن يدرك حجم المسؤولية.
الاستقرار لا يعني السكوت عن الأخطاء كل محب للأهلي يريد استقراره، لكن الاستقرار لا يعني التجاهل أو المجاملة، بل يعني النقد البناء الهادف إلى التطوير.
لا أحد يكره أن يكون الأهلي في أفضل حالاته، لذلك يجب أن يكون الجميع، من إدارة ومدرب ولاعبين وجماهير،
على قدر التحدي والطموح الذي يتناسب مع قيمة هذا الكيان الكبير.
عدم التغيير لمجرد التغيير.. تجنباً للهدر المالي
التغيير جزء من كرة القدم، لكنه يجب أن يكون مدروساً وليس مجرد ردة فعل آنية.
تغيير المدربين بشكل متكرر أو استبدال اللاعبين دون رؤية واضحة يضع الأهلي في دوامة من التخبط والهدر المالي، مما يؤثر على استقراره الفني والمالي.
كم من فرق دخلت في أزمة بسبب كثرة الإقالات والتعاقدات غير المدروسة؟
فالمدرب يحتاج إلى الوقت ليبني فريقاً متكاملاً، واللاعبون بحاجة إلى بيئة مستقرة ليقدموا أفضل ما لديهم.
التغيير العشوائي لا يعني التطوير، بل قد يكون خطوة إلى الوراء إذا لم يكن قائماً على أسس واضحة.
الاستمرارية طريق النجاح
الأندية الناجحة لا تبني أمجادها بالتغييرات المتكررة، بل بالعمل المتواصل، والثقة في المنظومة، مع تصحيح الأخطاء بطرق علمية ومنهجية.
من الضروري أن تكون قرارات التغيير قائمة على رؤية واضحة، وليس كرد فعل سريع تحت ضغط الجماهير أو الإعلام.
ختاماً ..
الأهلي أكبر من الأشخاص، وكل من يعمل فيه اليوم قد يرحل غداً، لكن يبقى الكيان هو الأساس،
يستحق الدعم حين يستحق، والنقد حين يلزم، لأن الهدف الأول والأخير هو أن يظل الأهلي شامخاً.
..