هل أصبحت كرة القدم مملة؟ ومن المسؤول؟في السنوات الأخيرة، أصبحت كرة القدم رياضة تعتمد بشكل كبير على التكتيك والانضباط الخططي، حتى بدا اللاعبون وكأنهم آلات مبرمجة، تنفذ التعليمات دون إبداع أو متعة. هذه الظاهرة بدأت مع جيل من المدربين الذين تأثروا بأسلوب بيب غوارديولا، خاصة في تطبيق فلسفته التكتيكية بشكل صارم.
لكن هل المدربون هم السبب الحقيقي وراء هذا التراجع في متعة كرة القدم؟
في رأيي، لا. السبب الأكبر هو قلة المواهب الحقيقية في الوقت الحالي، فالكثير من اللاعبين الذين يُعتبرون اليوم "نجوماً كباراً"، ربما قبل 20 عاماً كانوا سيجدون أنفسهم في الدرجات الثانية أو الثالثة. هذه حقيقة يجب أن نواجهها دون تزييف.
على المدربين أن يمنحوا لاعبي الخط الأمامي حرية أكبر في الملعب، ليعبّروا عن أنفسهم ويبدعوا بعيداً عن القيود التكتيكية الصارمة. وربما الفريق الوحيد اليوم الذي يتمتع لاعبوه بهذه الحرية هو ريال مدريد، وهذا ما يمنحه أفضلية في كثير من المباريات. لأنه ببساطة، لا يمكنك أن تتوقع كيف سيلعب الفريق هجومياً، فهو قد يصنع هدفاً من تمريرتين فقط، بأسلوب كلاسيكي يعتمد على المهارات الفردية دون "خزعبلات" تكتيكية مفرطة.
ومع ذلك، لا يمكن إنكار أن المدرب بات يمثل 90% من قوة الفريق، وأكثر دليل على ذلك هو هانز فليك، الذي استلم فريقاً منهاراً ونجح في تحويله إلى فريق قادر على الفوز أمام أي خصم.