كايل هودلين ليس مهاجمًا عاديًا، حيث يبلغ طوله 180 سم، وهو أطول حتى من مهاجم الدوري الإنجليزي الممتاز السابق بيتر كراوتش.

شهد هذا المهاجم القوي رحلة طويلة في دوريات كرة القدم الإنجليزية الدنيا، ولا يزال يسعى جاهدًا لتحقيق نقلة نوعية في مسيرته، على الرغم من تقارير سابقة من موقع "ذا أثليتيك" في أغسطس 2021 أشارت إلى أن المهاجم لفت انتباه مانشستر سيتي.

وُلد هودلين في مدينة برمنغهام، وتدرج في فرق الشباب في نادي كاسل فالي تاون، المنتمي لدوري ميدلاند لكرة القدم، قبل أن ينتقل إلى فريق بولدمير سبورتس آند سوشيال فالكونز، ومقره ساتون كولدفيلد، انطلق صعوده السريع من هناك، ليحقق نقلة نوعية في مسيرته الكروية في عام 2020 عندما انتقل إلى سوليهل مورز في سن العشرين.

خلال 62 مباراة خاضها مع فريق الهواة، لم يُظهِر هودلين مهاراته الهوائية ومهاراته في الحفاظ على الكرة فحسب، بل أظهر أيضًا إمكاناته للنجاح في كرة القدم الاحترافية، لدرجة أن مانشستر سيتي أبدى اهتمامه سريعًا، حيث أجرى فحصًا دقيقًا عبر الفيديو قبل السفر إلى برمنغهام لمشاهدته شخصيًا خلال مباراة ودية قبل الموسم مع نوتس كاونتي في عام 2021.

أعرب ناديا البطولة ميدلسبره وكارديف سيتي عن اهتمامهما أيضًا، وكان لديهما كشافون حاضرون، أثار هودلين الإعجاب خلال ظهوره القصير لمدة 20 دقيقة في مباراة التعادل 2-2، حتى أن السيتي كان يخطط للتعاقد مع مهاجم من خريجي النادي لإرساله على سبيل الإعارة وتطويره، على الرغم من هذا الاهتمام، اختار بطل الدوري الإنجليزي الممتاز في النهاية عدم المخاطرة.

على الرغم من أن انتقاله الحلم إلى مانشستر لم يتحقق، إلا أن هودلين انتقل إلى هدرسفيلد تاون من دوري البطولة عام 2022، بعقد مبدئي لمدة موسمين، شارك في عشر مباريات قبل إعارته إلى فريق إيه إف سي ويمبلدون من دوري الدرجة الثانية، حيث اكتسب خبرة قيّمة مع الفريق الأول.

تميزت فترة لعبه في ويمبلدون بتسجيله أول هدف احترافي له، وهو إنجاز شخصي تحقق في مباراة كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة ضد كراولي تاون تحت إشراف المدرب جوني جاكسون، وظهرت بوضوح نقاط قوة هودلين في منطقتي الجزاء، من الدفاع القوي في الكرات الثابتة إلى كونه تهديدًا مستمرًا في منطقة الخصم.

قال مدرب دونز آنذاك: "أنا سعيد جدًا من أجله، إنه يشكل تهديدًا في كلا طرفي الملعب، إنه يقاتل من أجل الفريق وحلمه، وهذا كل ما نطلبه منه، بدأت تظهر قدرته على تقديم شيء مميز للفريق بفضل لياقته البدنية وحضوره القوي".

ومع ذلك، كانت رحلته في دوري الدرجة الثانية قصيرة، حيث ارتقى إلى الدرجة الأعلى، وانضم إلى بيرتون ألبيون في يناير 2024، وبعد خمسة أشهر فقط عاد هودلين إلى ملعب جون سميث، وانتقل في النهاية إلى رودني باريد للانضمام إلى نيوبورت كاونتي، حيث بقي هناك منذ الصيف الماضي بعد توقيعه على تمديد عقده مع هدرسفيلد حتى عام 2026.

أعجب نيلسون جارديم، مدرب فريق إكسايلز، بالمهاجم الخطير منذ اليوم الأول، واعترف المدرب البرتغالي قائلاً: "كنت أعرف أنه لاعب جيد، ولم أكن أعرف أنه بهذه الجودة، لذا أنا معجب به، أرى أسلوب لعبه بشكل عام، وهو شخص لطيف للغاية".

وأضاف: "إنه مقاتل، جيد مع زملائه في الفريق، وعلى أرض الملعب، كان رائعًا. أنا معجب به، لكن لدينا مجموعة جيدة من اللاعبين الذين يمكن أن يتطوروا باستمرار. إنه يقدم أسلوبًا مختلفًا في كرة القدم، وكنا بحاجة إلى لاعب مثله في هذا الفريق، إنه مثالي لفريق يلعب باستمرار في نصف ملعب الخصم عندما يكون قادرًا على التحرك داخل منطقة الجزاء".

بعد تمديد إعارته إلى نيوبورت حتى الصيف، تراجع أداء هودلين الرائع مؤخرًا بسبب إصابة، تعرض لإصابة في ربلة الساق في فبراير، ومن المتوقع أن يغيب عن الملاعب لمدة تصل إلى شهرين، مع آمال في العودة قبل نهاية الموسم.

في حين أن الانتقال إلى أحد أندية الدوري الإنجليزي الممتاز لا يزال احتمالًا بعيدًا، إلا أن أداء هودلين في دوري الدرجة الثانية قد رسّخه بقوة كمنافس قوي على صفقة انتقال كبيرة، ومع ذلك لا يريد اللاعب البالغ من العمر 25 عامًا أن يُعترف به فقط من خلال قوته البدنية.

قال في أكتوبر: "لست مجرد رجل ضخم. أنا أنيق بقدمي. لكنني أشعر أن اللعبة أصبحت أكثر تطورًا الآن، لقد دخلتُ مجالًا يتطلب مني أن أكون مهاجمًا متكاملًا، قادرًا على لعب جانبي اللعبة، وأسعى جاهدًا لتطوير كل جانب من جوانبه".

إذا استطاع هودلين الحفاظ على تقدمه وصقل مهاراته الفنية، فقد يرتقي في النهاية إلى مستوى أعلى، مدركًا الإمكانات التي لطالما أدركها الكثيرون فيه، من بداياته المتواضعة في كرة القدم للهواة إلى ترسيخ مكانته في دوري كرة القدم الإنجليزية، تُعدّ رحلة هودلين شهادة على العزيمة والمرونة والإمكانات الهائلة.

على الرغم من أن مسيرته كانت مليئة بالعقبات، بما في ذلك الإصابات، لا يمكن إنكار أن هودلين يمتلك الموهبة والصفات اللازمة لمواصلة الصعود في كرة القدم الإنجليزية.