
متابعة - صابر الغراوي:
تَسْتَعِدُ الدورات الرمضانية ل «لملمة» أوراقها وتوديع ملاعبنا المُختلفة تاركة وارءها كنوزًا من مواهب كرة القدم التي تحتاج للرعاية والاهتمام من كافة الأندية لرعايتها وصقل مواهبها من أجل تحقيق أكبر استفادة منها.
وعلى مدار شهر رمضان الفضيل تشهد ملاعبنا المختلفة في الأندية والاتحادات والفرجان والمؤسسات المختلفة إقامة العشرات من الدورات الكُروية التي تشهد مشاركة الآلاف من اللاعبين.
وتشكّل هذه الدورات كَنْزًا مجانيًا لكشافي الأندية ومدربيها، حيث ينجح بعضهم في استقطاب بعض اللاعبين المتألقين خلال هذه الدورات وضمهم إلى أنديتهم والاستفادة منهم في أقرب وقت ممكن.
وبعد أن ينفضَّ مولد الدورات الرمضانية بشكل نهائي سيعود السؤال - القديم الجديد - يفرض نفسه مرة أخرى.. هل استفادت الأندية من ظهور العديد من المواهب وبالتحديد من بين اللاعبين صغار السن الذين شاركوا في هذه الدورات ؟! أم أن هذه التجمعات الكُروية الكبيرة مرت مرور الكرام على مسؤولي الأجهزة الفنية والقطاعات السنية في الأندية المُختلفة.
ومما لا شك فيه أن مثل هذه التجمعات الكُروية أفرزت الكثير من المواهب من اللاعبين صغار السن الذين يمكن أن تعتمد عليهم أنديتنا بشكل كبير خلال الأعوام القليلة المقبلة، خاصة من بين اللاعبين غير المقيدين في الأندية المختلفة.
وفي العقود الماضية كان لدينا العديد من أصحاب النظرات الثاقبة في كرة القدم، الذين يستحقون لقب «الكشافين» لأنهم يملكون القدرة على اكتشاف المواهب وتوجيههم للعب في الأندية المختلفة لصقل مواهبهم والعناية بهم بالشكل الذي يساعدهم على التألق والاستفادة من خبرات المدربين وقدرات الأندية.
والمشكلة أنه في الأعوام الأخيرة تراجعت كثيرًا ظاهرة «الكشافين» رغم أن ظاهرة المواهب بقيت حاضرة بقوة في كافة الملاعب وتجاهلت الأندية هذا النهج الذي طالما أفاد الأندية المختلفة.
والمتابع الجيد لكرة القدم القطرية في العقود الماضية يدرك جيدًا ما قدمته الدورات الرمضانية المختلفة بشكل خاص وملاعب الفرجان بشكل عام لمسيرة الأندية ومن ثم المنتخبات الوطنية المختلفة وذلك من خلال اكتشاف العديد من الأسماء التي أثرت ملاعبنا المختلفة بداية من منصور مفتاح النَّجم الأشهر والمهاجم الأمهر في تاريخ كرة القدم القطرية ووصولًا إلى أصغر لاعب نجح في تمثيل ناديه وحقق بعض النجاحات في الملاعب بعد أن انتقل من الدورات الرمضانية إلى المسابقات الرسمية ومن ملاعب الفرجان إلى الملاعب الرسمية.
وإذا كنا نُمنّي النفس بعودة «الكشاف» لمتابعة اللاعبين في مثل هذه الدورات أو في بقية ملاعب الفرجان، فإننا في الوقت نفسه نؤكد على أنه الأهم من كل هذا وذاك هو أن تبقى ملاعبنا وصالاتنا وحتى الفرجان مفتوحة على مصاريعها لاستقبال هذه المنافسات الكُروية حتى تبقى الرياضة مفيدة بدنيًا ونفسيًا لجميع أبنائنا في كافة المراحل السنيّة.