تحليل | أين تخسر مرسيدس أمام مكلارين "الأسرع قليلًا"
تكشف الأزمنة الخارقة للفورمولا 1 لموسم 2025 عن معطيات مثيرة حتى الآن، ورغم أن العينة المتاحة لا تزال صغيرة نسبيًا، إلا أن مرسيدس تتفوق بفارق طفيف على ريد بُل لتكون ثاني أسرع سيارة هذا العام حتى الآن، بفارق 0.345% خلف مكلارين. أمّا فريق ريد بول (أو بالأحرى ماكس فيرستابن) فيتأخر بفارق 0.008% إضافيّة فقط.
كانت بداية 2025 مشجعة بالنسبة لمرسيدس، حيث تشير الدلائل المبكرة إلى أن سيارتها أصبحت أقل تقلبًا مقارنة بالموسم الماضي، لكن رغم ذلك، أكد جورج راسل أن سيارة مكلارين كانت "أسرع قليلًا في بعض النقاط الحاسمة"، ولم يكن ليقترب من مواطنه لاندو نوريس في نهاية السباق لولا مشكلة المكابح التي واجهها الأخير.
ويبدو أن "مجال العمل" لسيارة مرسيدس أوسع، كما أن تراجع الأداء مع تآكل الإطارات يبدو أقل حدة، رغم أنّ عدد الحلبات التي اختبرت هذا الجانب لا يزال محدودًا. ومع ذلك، كان راسل من أوائل السائقين الذين توقعوا التحول إلى وقفة صيانة وحيدة، ما يدل على أن تآكل الإطارات بدا جيدًا على متن "دبليو16".
كما أنّ السيارة مريحة بما يكفي للسماح لأندريا كيمي أنتونيللي بالتأقلم في موسمه الأول، حيث كانت أخطاؤه قليلة حتى الآن.
لكن سيارة "دبليو16" لم تكن قادرة على الحفاظ على الإطارات بنفس كفاءة مكلارين، وهذه هي نقطة الضعف الأساسية التي حددها راسل بعد أول سباقين له مع الفريق هذا الموسم.
وقال البريطاني: "أعتقد أن قوتهم تكمن في إدارة الإطارات. رأينا أنّ التوقف الوحيد كان مريحًا للغاية. لنرَ ماذا سيحدث عندما نذهب إلى حلبة تعاني فيها الإطارات من ارتفاع درجة الحرارة بشكل أكبر، كما رأينا في ملبورن على الإطارات المتوسطة، أو كما شهدنا في تجارب البحرين. لقد كانوا أقوى حتى في تلك الظروف."
وعند مقارنة فترات سباق راسل في الصين مع الفائز أوسكار بياسترِي، نجد أن الفارق على الإطارات المتوسطة تراوح بين 0.2 و0.6 ثانية في اللفة، بينما كان على الإطارات القاسية بين 0.1 و0.5 ثانية (باستثناء الحالات الشاذة). كما أن معركة راسل مع نوريس في بداية كل فترة من السباق ربما ساهمت في استهلاك الإطارات بشكل مبكر.
لكن عند مقارنة الأداء في التصفيات، نجد أن الفارق بين مكلارين ومرسيدس كان طفيفًا جدًا. في الواقع، كان راسل متفوقًا على لفة بياسترِي الأخيرة قبل أن يجد الأسترالي وقتًا إضافيًا في "أفضل دخول منعطف شعر به في حياته". ولو لم يحقق بياسترِي تلك اللفة، لكانت لفته السابقة كافية للبقاء في المقدمة، لكن بفارق 0.02 ثانية فقط عن زمن راسل.
لكن بالانتقال إلى السباقات، يتسع الفارق بطبيعة الحال بسبب تأثير إدارة الإطارات الذي يخلق تأثير كرة الثلج، وتأمل مرسيدس في أن تتمكن أي تعديلات على "دبليو16" من تقليل الفارق الذي تكتسبه مكلارين على مدار كل لفة.
وقال راسل: "إنهم الفريق الذي يجب التغلب عليه في الوقت الحالي، ونحن واثقون من قدرتنا على جلب بعض التحسينات، لكنهم يقومون بعمل مذهل حقًا".
وأضاف: "علينا الاستمرار في تسجيل النقاط. كانت النتيجة التي حققناها هي الحد الأقصى خلال آخر سباقين، أو حتى في ثلاثة سباقات إذا احتسبنا السباق القصير أيضًا".
وأكمل: "يمنحني هذا الكثير من الرضا. وإذا نجحنا في تقديم سيارة قادرة على منافسة مكلارين، فلا شك لديّ أننا سنتمكن من التفوق عليهم، لأننا نؤدي عملًا قويًا جدًا كفريق".
المصدر